أرجعت دراسة مولتها مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية أسباب ظاهرة هروب العمال من كفلائهم إلى محاولة تحسين الدخل، عدم الراحة في العمل، المعاملة السيئة من الكفيل، وطول فترة الدوام. وأظهرت الدراسة التي أعدها الباحث الدكتور مساعد الحديثي وتناولت مشكلات العمل والعمال والآثار المختلفة للعمالة أن ظاهرة هروب العمالة في المملكة في زيادة مستمرة وارتفاع مطرد خلال السنوات الأخيرة، وان لهذا الهروب العديد من الآثار السلبية على النواحي الأمنية والاقتصادية والثقافية. وبينت أن معظم الهاربين من الجنسيات الآسيوية تليها الجنسيات العربية ثم الأفريقية، وأن جلهم من فئة الشباب ذوي المهن الدنيا ،وتغلب على معظمهم الأمية، وغالبيتهم من ذوي الدخول المحدودة، وأن معظم كفلاء العمال الهاربين من المواطنين الأفراد. وخرج البحث الذي جاء في 216 صفحة احتوتها دفتا كتاب من القطع المتوسط بعدة استنتاجات تتعلق بحجم تلك الظاهرة وآثارها من جهة وبخصائص عينة البحث من العمال الهاربين من كفلائهم من جهة أخرى، إضافة إلى النتائج المتعلقة ببيانات الإقامة والكفيل وأسباب الهروب وأساليبه. وخلص بعد ذلك إلى توصيات عدة ومن بينها؛ ضرورة إجراء المزيد من الدراسات حول هذه الظاهرة وتنسيق الجهود بين الجهات ذات العلاقة بموضوع العمل والعمال للحد من هذه الظاهرة، وضرورة دعم العديد من البحوث والدراسات للحد من تلك الآثار، والقيام بتوعية أفراد المجتمع من خلال مؤسسات المجتمع المختلفة لتوعية المواطنين بالآثار السلبية للعمالة الوافدة، فضلا عن توصيات أخرى مهمة تستهدف الحد من هذه الظاهرة ومعالجتها من كافة الجوانب. وقسم الباحث دراسته إلى 5 فصول تناول الأول منها موضوع البحث وأهميته وأهدافه وتساؤلاته والمفاهيم المستخدمة فيه، بينما تضمن الفصل الثاني الإطار النظري للبحث، في حين تركز الفصل الثالث على تحديد الإجراءات المنهجية للبحث.