رغم تأكيد مجلس بلدي مدينة الرياض على سرعة التعامل مع شكاوى أهالي الأحياء المختلفة وفي مدة لا تتجاوز العشرة أيام، إلا أن سكان حي المونسية الواقع شرق العاصمة لا يزالون يطالبون بحلول عاجلة لبعض المشاكل والخدمات التي تقلق راحتهم. «عكاظ» رصدت خلال جولة لها على الحي الذي يسكنه نحو 15 ألف نسمة جملة من هذه المطالب التي تحتاج إلى معالجات ووضع حلول لها، أبرزها ممارسة التفحيط بعد منتصف الليل وانقطاع الكهرباء المتكرر في فصل الصيف مع انتشار ورش تصليح السيارات وتواجد مدخل واحد للحي، مما يسبب الاختناقات المرورية خاصة عند الإشارات الضوئية. ويحد الحي حديثا وحافظ على اسمه القديم الذي كان يطلقه عليه أهالي شرق الرياض، من الشرق حي القادسية ومن الغرب حي قرطبة الشرقي ومن الشمال منتزه الثمامة ومن الجنوب حي الخليج. ويعدد لنا خالد العنزي بعضا من ما يصفه بمعكرات صفو الحي الذي يقيم فيه منذ أكثر من 10 سنوات، كانتشار مقاهي الشيشة على المدخل الوحيد للحي مما يؤدي إلى تجمع الشباب إلى أوقات متأخرة من الليل، ومشاكل الازدحام عند الإشارة المرورية التي تقع تحت جسر الفحص الدوري خاصة في نهاية الاسبوع، إذ تتجاوز مدة الانتظار أكثر من نصف ساعة على الرغم من تواجد رجال المرور لتنظيم الحركة؛ وذلك بسبب تدافع الشباب من مرتادي المقاهي في المساء وتصادم بعض السيارات أمام الإشارة في محاولة من قائديها الهروب من هذا الازدحام، وأن هذه المعاناة تتضاعف في حال إقامة مباريات كرة القدم في ستاد الملك فهد الدولي.. ويطالب العنزي بوضع حد لذلك والعمل على فك الاختناقات المرورية من خلال إيجاد مدخل آخر للحي لتخفيف الازدحام عند كبري الفحص أو أن يتم نقل المقاهي إلى المناطق الأقل سكانا مثل منتزه الثمامة. وتحدث ناصر بن علي عن مشكلة انقطاع التيار الكهربائي عن الحي خصوصا في فصل الصيف، مشيرا إلى أن أغلب سكان الحي يحتاطون مع دخوله بتوفير مولدات الكهرباء الصغيرة وأكياس الثلج وصناديق التبريد لحفظ الطعام واللحوم في حال انقطاع الكهرباء والتي تتزامن في كثير من الأحيان مع إقامة الولائم وفترات الاختبارات النهائية، مما يدفع عددا من أبناء الحي إلى المذاكرة تحت أضواء السيارات والفوانيس، مشيرا إلى تقدم سكان الحي بطلب للجهات المعنية ومنها المجلس البلدي لمدينة الرياض لبحث مشاكل هذا الانقطاع في الكهرباء خلال فصل الصيف. كما تناول بن علي معاناة الحي الأخرى كمشاكل انقطاع المياه أيضا خلال الصيف مما يدفع سكانه إلى أخذ الحيطة بتوفير خزانات أرضية إضافية داخل فناء المنازل وتعبئتها بشكل دوري، بجانب انتشار ورش تصليح السيارات نظرا لوقوع مركز الفحص الدوري للمركبات والشاحنات ضمن نطاق الحي. أما عبدالله القحطاني فيوجه سهام المشاكل التي تقلق مضاجعهم إلى انتشار العمالة في تلك الورش بشكل كبير ومخيف، قائلا: لا يخفى على أحد المخاطر الكبيرة من تواجد هذه العمالة داخل الأحياء، سواء أمنية أو اجتماعية، مطالبا بتقليص عدد تلك الورش وتنظيم أعمالها أو بنقل الفحص الدوري إلى خارج النطاق العمراني للحي، بالإضافة إلى المعاناة من مشكلة انتشار التفحيط بين الشباب وعلى شوارع الحي وتقاطعاته، مستغلين حداثته وتميزه بالشوارع الفسيحة والواسعة، معرضين السكان للخطر، لافتا إلى أن التفحيط يبدأ بعد الساعة الواحدة صباحا ويستمر حتى الساعة الثالثة فجرا.. وطالب القحطاني بإيجاد معالجات وحلول لذلك من خلال وضع المطبات الصناعية في الشوارع الرئيسية بشكل مؤقت إلى أن ينتشر النمو العمراني في الحي، كما أشار إلى استباحة الشاحنات والمركبات العابرة لمدينة الرياض للأراضي الفضاء واستغلالها كمواقف وأماكن لتجمعها. ومن جهته أكد عضو مجلس بلدي مدينة الرياض الدكتور فرحات طاشكندي، أن المجلس يفتح أبوابه أمام المواطنين كل يوم ثلاثاء لتلقي شكاواهم وكذلك عبر الفاكس أو الموقع الإلكتروني للمجلس، مشيرا إلى أن تخصيص عضوين منه لاستقبال المواطنين وشكاواهم ومن ثم دراستها وإحالتها للجهات المعنية في البلدية مما ساهم في حل الكثير منها. وأضاف أن أي شكوى تدخل ضمن إطار العمل والأنشطة البلدية يتم التعامل معها في مدة أقصاها 10 أيام من تاريخ تقديم الشكوى، كما أن بعض المشاكل مثل النظافة والصيانة يتم التعامل معها خلال يومين من تاريخ تقديم الشكوى، وما تكون خارج إطار مسؤولية المجلس مثل المياه والكهرباء وغيرها من المشاكل فيتم التعامل معها بتوجيه خطابات (ودية) إلى الجهات المعنية للنظر فيها والعمل على حلها بشكل سريع.