شدني التحقيق الصحافي الذي نشرته الصفحة الطبية في «عكاظ» الأربعاء الماضي عن قيام بعض صوالين التجميل بمهمة حقن النساء بالبوتكس نيابة عن الأطباء في سبيل إنهاء معاناتهن من التجاعيد والتعرق الزائد. وكانت آراء الأطباء شاملة ومتكاملة غطت كل أركان العمل الصحافي من حيث إيصال المعلومة الطبية الصحيحة إلى القارئات قبل القراء باعتبار أن القضية تهم الشأن النسوي أكثر، والحقيقة أن وجود مثل هذه الممارسات داخل صوالين التجميل مؤشر خطير يهدد صحة النساء اللواتي يغامرن ويعرضن وجوههن للتشويه في غياب الوعي الصحي، وللأسف ووفقا لحديث الأطباء المشاركين في القضية فقد صحح هؤلاء الأطباء الكثير من الحالات التي عانت المشكلة والأخطاء الفادحة التي ارتكبتها العاملات. وجميل جدا أن تبادر الأمانة بجولاتها المفاجئة من خلال الفرق النسوية في مراقبة ومداهمة هذه المراكز وتكشف المستور فيها، وتطبق العقوبات ضدها، وهذه الخطوات غير كافية لمواجهة مثل هذه الممارسات إذا حملنا الأمانة كل المسؤولية وتجاهلنا غياب وعي النساء. بصفتي طبيبا في الأمراض الجلدية أؤكد أن بشرة النساء حساسة، وأن أي تدخل سلبي قد يشوه بريق جمالها، فالبوتكس هو علاج طبي يعامل في كل الدول العالمية كعقار معتمد وموصوف يعطى من قبل الأطباء المتخصصين، وليس من قبل العاملات في صوالين التجميل، كما أن وجود البوتكس في أماكن غير طبية يساعد على ترويج أنواع مقلدة ومجهولة المصدر. وأخيرا.. همسة في أذن النساء، الكل يقدر حرصكن في إبداء الجمال والمحافظة على بريق البشرة بعيدا عن تجاعيد الزمن، إلا أن التوجه إلى العيادة الطبية المتخصصة يمنحك الأمان في التعامل ويحافظ على جمال بشرتك، وأن المغامرة من أجل الحصول على علاج مخفض في صوالين التجميل قد يفقدك الجمال الرباني ويشوه ملامحك، فالبوتكس في أوله وآخره علاج طبي.