حذر الأطباء المختصون من توجه النساء إلى صوالين التجميل لمعالجة مشاكل التجاعيد أو التعرق الزائد، لافتين ل«عكاظ» إلى أن استخدامها من قبل أشخاص غير مؤهلين أو متدربين وفي أماكن غير مرخصة سلوك محفوف بالمخاطر ويترتب عليه العديد من المضاعفات. وأشاروا إلى أن البوتكس عبارة عن دواء مرخص يعطى تحت إشراف طبي، إلا أن ظهور أنواع مقلدة ساعد على انتشاره في أماكن مثل صوالين التجميل النسائية. محفوف بالمخاطر ورأى أستاذ الأمراض الجلدية في جامعة الملك عبدالعزيز البروفيسور سمير زمو أن توجه بعض النساء في استخدام البوتكس لإنهاء معاناتهن من التجاعيد أو التعرق الزائد إلى صوالين التجميل هو سلوك محفوف بالمخاطر ويترتب عليه الكثير من المضاعفات الخطيرة، خصوصا أن البوتكس هو دواء طبي يدخل في الجسد يجب أن يتعامل معه تحت إشراف طبي. وأضاف الدكتور زمو أن البوتكس هو توجه جديد في العلاج بدأ منذ سنوات للتغلب على مشاكل التجاعيد والتعرق الزائد وحقق نتائج ايجابية كبيرة، وبالتالي لا يستبعد أن يتم استغلال هذا الجانب بطريقة غير نظامية كسوق سوداء ويتم تداوله في أماكن غير مرخصة، وهذا بالطبع يشكل ملمحا خطيرا في تعرض السيدات إلى مالا يحمد عقباه. الدكتور زمو أكد أن هناك طرقا مقننة لإعطاء علاج البوتكس من قبل أطباء وطبيبات متخصصين ومؤهلين، وهناك كورسات ودورات متخصصة تعطى في هذا المجال في كل أنحاء العالم، لذا فإنه يجب على السيدة أن تتجه إلى العيادة الطبية المتخصصة التي تتعامل مع هذه الحقن بآلية طبية صحيحة، وأن لا تخاطر بنضارة بشرتها أو وجهها في سبيل بعض الإغراءات التي تقدمها هذه الصوالين كتخفيض المبلغ. أنواع مقلدة ولم يختلف رأي استشاري الجلدية والليزر وتجميل البشرة الدكتور أحمد هاشم عن الرأي السابق فيقول: للأسف الشديد عاينت الكثير من الحالات التي تم إعطاؤها حقن البوتكس في صوالين التجميل بعد أن تعرضت لمضاعفات كثيرة، حيث تبدأ السيدة حينها في التوجه إلى العيادة المتخصصة بعد أن وجدت أن ما تم تقديمه قد أضر بنضارة وجهها وأفقدها البريق وقد وصل الأمر إلى تشويه جمالها، ولا سيما وأن هناك أنواعاً مقلدة من البوتكس (صيني وكوري) قد يتم تداوله في الخفاء لرخص ثمنه على الحقن الأصلية المستوردة من أمريكا. وأشار الدكتور هاشم إلى أن بعض النساء وبدافع نصائح الصديقات قد يتجهن إلى صوالين التجميل التي تروج عن البوتكس المقلد، وفي غياب الوعي لا تتردد المرأة في الموافقة على استخدامها لإنهاء مشكلة التجاعيد أو التعرق الزائد، وقد يترتب على ذلك انعكاسات خطيرة تبدأ بالطفح الجلدي وتنتهي بمضاعفات لا تحمد عقباها. الدكتور هاشم دعا إلى ضرورة تكثيف الرقابة على الصوالين، والتأكيد والتشديد على أن هذه الحقن يجب أن تعطى في عيادات متخصصة وتحت إشراف طبي. علاجات البوتكس وفي سياق متصل، أوضح استشاري التجميل الدكتور محمد عبدالعزيز، أن المادة العلاجية في البوتكس عبارة عن بروتين يسبب ارتخاء مؤقتا في العضلة التي يتم الحقن فيها مما يؤدي إلى اختفاء التجاعيد في الوجه والرقبة وخصوصا منطقة ما بين العينين، مما يعطي مظهراً شاباً وهادئاً، وإضافة إلى ذلك فإن أهم فوائد البوتكس هو علاج التعرق الزائد لراحة اليدين أو القدمين والإبطين. وأفاد أن البوتكس مادة كيميائية مشتقة من البكتيريا تعطى بواسطة الحقن، كانت تستخدم من قبل أطباء العيون لتصحيح مشاكل في النظر، واكتشاف الاستخدامات التجميلية للبوتكس بدأ بالصدفة مطلع الثمانينات عندما لاحظت طبيبة جلدية كندية تعمل في عيادة زوجها وهو طبيب عيون أن المرضى الذين استخدموا البوتكس لتصحيح الحول عندهم تحسنت تقاطيع وجوههم واختفت بعض التجاعيد، ثم طلبت من زوجها أن يعلمها طريقة استخدام البوتكس، ومن هنا بدأ الاهتمام من قبل أطباء التجميل وأطباء الجلدية في استخدام البوتكس وإدخالها في عمليات التجميل.