كان الوضع أثناء تنفيذ أعمال المشروع أفضل بكثير مما هو عليه الحال الآن، ولا نعلم أسباب هذا التناقض الغريب، ففي الوقت الذي انتهت فيه أعمال تنفيذ مشروع مجرى السيول في حي الصفا، ها هي المياه آسنة وراكدة منذ عدة أشهر. وأضاف ياسر عقيلي من سكان حي الصفا «نعلم أن الشوارع ليست المكان المناسب للعب الأطفال ولهوهم ولكن هذا هو الحال، فالحي يفتقر للحدائق العامة ولا يمكن حبس الأطفال، وعزلهم عن أقرانهم من أبناء الجيران، وأمام الوضع الراهن لا بد من منعهم من اللعب في الشارع، بسبب التلوث البيئي الصادر من مجرى السيل، حيث البرك الآسنة والملوثة». رامي عبدالفتاح قال «عندما بدأت أعمال الصيانة في المشروع قبل عامين تقريبا، كنا نتذمر من المياه رغم أنها كانت جارية آنذاك، واليوم بعد انتهاء أعمال الصيانة تشكلت برك المياه الراكدة بعكس ما كنا نأمل من المشروع ونتوقع». وأكد على أن المشروع فاشل ما لم تتحقق الغاية منه، مشيرا إلى أن المجرى أضر بالحي أكثر مما أفاده. عمرو الزهراني قال «شهدنا عدة إصابات بحمى الضنك في الحي، ومنازلنا أقرب ما تكون لبؤر تكاثر البعوض في مجرى السيل، وبحسب ما عرفنا عن البعوض الناقل لحمى الضنك في نشرات الأمانة التوعوية، أنه يتكاثر في الحالية وهي ما تشكل برك المجرى، إذ تكونت في البداية من مياه الأمطار، ونستغرب من الأمانة هذا التناقض في دورها، حيث نفذت المشروع لتصريف المياه، ونشاهد بركا آسنة فيه، وزيادة على هذا فهي على حد علمنا لم توجه فرقها لرش الموقع بالمبيدات الحشرية على أقل تقدير لتغطية فشلها في تنفيذ المشروع». أما سلام محمد فقال «الأمانة رصدت الملايين لتنفيذ مشاريع تصريف مياه الأمطار ودرء أخطار السيول في جدة، ونشاهد فشل مشروع مجرى التصريف في حي الصفا، في حين تقف عاجزة عن حل المشكلة، والتي كما أتوقع ويجزم غيري بأنها لا تعدو كونها انسدادات في داخل المجرى المغطى، وهذا أمر بسيط إلا إذا كان هناك خلل في تنفيذ المجرى الرئيس». سعيد الشهري يقول «قبل عدة أشهر وقبل أن تنتهي أعمال الصيانة في المجرى، إبان تنفيذ مشروع التغطية، صرحت الأمانة وأعلنت عن اعتزامها تنفيذ مشاريع حيوية وخدمية على سطح المجرى المغطى تتمثل في حدائق نموذجية عامة، مزودة بألعاب الأطفال المختلفة، وأكشاك البيع وممرات لممارسة رياضة المشي، واليوم كل ما نراه على أرض الواقع مجرد مجرى يفشل في تحقيق الغاية منه، بل إنه أسوأ من ذلك في خلقه البرك الراكدة والتلوث البيئي». وأضاف «الفائدة الوحيدة التي جناها السكان المجاورون للمجرى، هي توفيره مواقف للسيارات على سطحه المغطى، والسؤال هو كم من الوقت ستصمد هذه الأسطح، أمام أطنان من السيارت، وهو الذي لم يصمم لهذة الغاية». يذكر أن الأمانة سبق وأن أعلنت عن مشاريع تطوير لمجاري السيول، بغية تحويلها إلى حدائق عامة يستفيد منها السكان، ونشرت الصحف في حينه تصاميم تلك الحدائق التي لم تر النور حتى الآن.