حذر خبراء في علم البيئة من تفشي الأمراض والأوبئة كحمى الضنك والملاريا بسبب تجمعات المياه الراكدة والملوثة في مجاري السيول جنوب محافظة جدة كونها تمثل مرتعًا خصبًا لتكاثر البعوض وغيره من الحشرات الناقلة للأمراض. وشدد الخبراء على ضرورة سرعة تدخل الأمانة لمعالجة هذه المشكلة التي وصفوها بأنها (أزمة ضمير). وفي هذا الإطار كشف رئيس لجنة البيئة والصحة بالمجلس البلدي الدكتور حسين البار أن المجلس سيجتمع اليوم الأربعاء لمناقشة هذا الموضوع، ومحاولة التوصل إلى حل جذري على أساس أن تتم الصيانة للتخلص من القاذورات الموجودة في مجاري السيول ورش المياه الراكدة. من جانبها أشارت أمانة محافظة جدة إلى توقيع عقود عدد من المشروعات العاجلة مؤخرًا بحضور سمو أمير منطقة مكةالمكرمة من ضمنها مشروع لإصلاح أضرار قنوات تصريف المياه الناتجة عن كارثة السيول، ومدة تنفيذه 6 أشهر تنتهي في 30/6/2011م. بؤرة خطرة الدكتور أسعد أبو رزيزة أستاذ علم البيئة بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة حذر من ترك مجاري السيول على ما هي عليه الآن وإهمالها لتصبح بؤرة لتوالد وتكاثر البعوض والحشرات والناموس الناقل للمرض. وأكد خطورة هذه المجاري على السكان المجاورين والمارة من طلبة وطالبات المدارس وغيرهم، بالإضافة إلى المنظر غير الحضاري والروائح الكريهة التي تنبعث من هذه المواقع وتؤثر في نفوس المارة. أمراض معدية وخطيرة كما حذر الدكتور علي عشقي أستاذ البيئة بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة من أضرار هذه المياه الراكدة مؤكدًا أنها قد تتسبب في نقل الأمراض المعدية والخطيرة كالكبد الوبائي والضنك والملاريا من خلال النواقل التي تتوالد وتتكاثر في هذه البيئة كالبعوض والحشرات. أزمة ضمير وأكد ضرورة سرعة التدخل ومعالجة الوضع من قبل أمانة جدة، واصفًا هذه المشكلة بأنها (أزمة ضمير) تحتاج إلى تدخل وحلول عاجلة من قبل الأمانة للتخلص من البعوض والأوبئة والمياه الراكدة والتي غالبًا ما تكون مياه صرف صحي يتم سكبها من خلال وايتات الصرف الصحي. تنظيف مجاري السيول من جانبه أكد الدكتور حسين البار رئيس لجنة البيئة والصحة بالمجلس البلدي اهتمام المجلس بهذا الموضوع مشيرًا إلى أنه أوصى بتنظيف مجاري السيول خاصة في جنوبجدة. وأفاد أن أمين جدة وعد بتنظيفها عند وصول الاعتماد المالي، لافتًا إلى أن العمل سيبدأ من مجرى السيل في جنوبجدة بمشروع الأمير فواز، وأوضح أن نظام الاعتماد المالي يعيق كثيرًا من الأعمال لأنه مرتبط باعتماد سابق من وزارة المالية مع العلم أن المجلس طالب الأمانة بضرورة معالجة الوضع من بنود أخرى. المجلس يجتمع اليوم وكشف د. البار أن المجلس سيجتمع اليوم الأربعاء لإعادة مناقشة الموضوع، ومحاولة التوصل إلى حل جذري على أساس أن تتم الصيانة للتخلص من القاذورات الموجودة في مجاري السيول ورش المياه الراكدة، مؤكدًا أن الأمانة تتعاون في حدود الإمكانات المتاحة. مشروعات عاجلة من جانبها أوضحت أمانة محافظة جدة أن من بين المشروعات العاجلة التي جرى توقيع عقودها بحضور سمو أمير منطقة مكةالمكرمة بتاريخ 25/11/1431ه مشروع إصلاح أضرار قنوات تصريف المياه الناتجة عن كارثة السيول، ومدة تنفيذه 6 أشهر تنتهي في 30/6/2011م. وأشار المركز الإعلامي إلى أنه يتم عمل صيانة دورية كل شهرين للشبكات ومجاري السيول، وصيانة دورية كل شهر للمضخات، وأثناء موسم الأمطار تتم الصيانة كل أسبوعين، ويتم خلالها تنظيف المجاري ومتابعتها.