في خطبته للجمعة أمس في جامع الإمام تركي بن عبدالله في الرياض؛ أوضح مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء أن من أنواع الإصلاح بين الناس الذي حث عليه الدين الإسلامي، الإصلاح بين الراعي والرعية، مبينا أن للراعي حقا في السمع والطاعة واجتماع الكلمة، وعليه حق الرعاية وإصلاح الرعية وحل قضاياهم بما يضمن لهم الاستقرار والسلام. ومن أنواع الإصلاح التي ذكرها المفتي العام في خطبته للجمعة ليكون المجتمع آمنا، الإصلاح بين القبائل المتنافرة خوفا من الفتن وسفك الدماء، والإصلاح بين المتقاتلين، والإصلاح بين الورثة المتنازعين، والإصلاح بين المختلفين في جهات النظر من الدعاة والعلماء، والكتاب والصحافيين، والإصلاح بين المتخاصمين في قضايا المحاكم، والإصلاح بين الموظفين في المكان الواحد، والإصلاح بين أرباب العمل ومكفوليهم، والإصلاح بين الشركات والمساهمين فيها، والإصلاح بين الزوجين، والإصلاح بين ذوي الأرحام، والإصلاح بين الأب وأبنائه، وبين الجار وجاره، وكل ما يتعلق بأحوال الناس وما يدخل في عموم مناحي الحياة، المادية والشخصية والأسرية. وفي الوقت الذي يوضح فيه المفتي العام أن الإصلاح والتأليف بين الناس سعي لإزالة أسباب الشقاء وقطع دار الفساد في الأمة، فإنه حذر من الإقدام على الإصلاح دون علم بحقيقة القضية ودراستها من كافة جوانبها بعلم وبصيرة، ومجاملة طرف على حساب الآخر، واحترام الجميع، وألا يترتب عليه إحلال لحرام أو تحريم لحلال. وأكد على أهمية وجود عدة صفات للمصلح، أهمها الإخلاص، وأبرزها اعتقاد ما يفعله امتثال لأمر الله، وأوجبها التسلح بعلم الشريعة، وأهمها اختيار الوقت المناسب، وقطع الطريق على النمامين والمفسدين، موضحا أن الله تعالى أباح الكذب للمصلح الساعي إلى جمع الكلمة. الجهود الأمنية ومن جانب آخر، وحول الجهود التي تبذلها شرطة منطقة الرياض خلال الأشهر الماضية بإطاحتها عدد من عصابات السرقات آخرها أكبر شبكة لسرقة السيارات، دعا المفتي العام على وجوب تعاون أفراد المجتمع على تسهيل مهمة الشرطة بالدلالة على المجرمين والإبلاغ عنهم وعدم إيوائهم أو التستر عليهم، مشيرا إلى أن الأمن مطلب عظيم من مطالب الحياة، مشيدا بجهود المملكة منذ عهد المؤسس في تحقيقه ليعيش أفراد المجتمع في أمن. وقال المفتي في بيانه: «أهل الشر والفساد لا يخلو منهم عصر وزمان، ولا يخلو مجتمع ممن يشذ عن الفطرة السوية، فتسول له نفسه الإجرام والاعتداء على أموال الناس بالسرقة، والسطو، والنهب، والاختلاس، ولكن من فضل الله تعالى أن سخر لمحاربة هؤلاء المجرمين في مجتمعنا رجالا أقوياء أمناء من أفراد الشرطة، يسهرون على أمن المجتمع وحفظ أموال الناس وممتلكاتهم من أيدي العابثين والمجرمين، يلاحقونهم، ويسعون في إفشال مخططاتهم، وإلقاء القبض عليهم، ومعاقبتهم بما يتناسب وجرمهم، وسوء فعلهم، داعيا لأفراد الشرطة التوفيق والنجاح، ومتوجها بشكره لصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز على حرصه الدائم واهتمامه البالغ بأمن البلد ورعاية هذا الجهاز الأمني، ودعم رجال الشرطة بوضع كل الإمكانيات اللازمة في أيديهم لإنجاح مهامهم الأمنية بالشكل المطلوب.