التطاول على ثوابت الدين، وشعائره، يعد انتهاكا لحرمات الشريعة، وحدودها. كما يعد اعتداء على عقيدة الأمة، التي لا تقبل المساس بمقدساتها، وحرماتها. مما يعتبر نقطة فاصلة في جرأة البعض على حرمات الأمة، وشعائرها، تجب الحيلولة دونه، واستبداله نحو الأفضل. ما عرض في إحدى القنوات الفضائية تحديدا، وبث من خلال العديد من المواقع الإلكترونية، وما صاحب ذلك في بعض وسائل الإعلام، حين أثار أحد المشاركين في برنامج (ستار أكاديمي) في نسخته الثامنة، مشاعر الغضب لدى المشاهدين، برفع الأذان على أنغام الموسيقى، واختلط فيها صوت الأذان بالتراتيل الكنسية، وسط تراقص الحضور، في خطوة جريئة لحرية التعبير -هكذا يقولون-، الهدف منها: «تقارب الأديان وتسامحها»، كان مثار بحث -لصحيفة عكاظ- قبل أيام، حين تألق فيه صاحب التحقيق (نعيم تميم الحكيم، من خلال طرح تساؤلاته على نخبة من أهل العلم؛ ليبينوا آراءهم عن الحكم الشرعي لغناء الأذان. والفرق بين غناء الأذان، والتغني به. ومدى خطورة ما عرض على الدين والعقيدة ؟. وهل هذا الفعل يستحق المقاضاة ؟. وكيفية مواجهة مثل هذه التصرفات. برنامج (ستار أكاديمي)، برنامج مستورد بكل ما يدعو إليه من رؤى، أفكار. مخالفة لديننا، وثقافتنا، وعاداتنا، وآمالنا، وآلامنا. وإذا كان البرنامج يحمل الطابع الغربي البحت، فإنك لا تجده يقدم إلا أخبارا ملتوية، وقضايا مثيرة، وثقافات مسطحة، وذلك عن طريق استثمار عاطفة الجماهير، لا سيما صغار السن من الجنسين. فكان لا بد من انعكاس الأثر السلبي على هؤلاء، الذي تولده مثل هذه البرامج على المدى القصير، أو البعيد، والبث المبطن لأفكار، ورؤى يتم تحريرها من خلال هكذا برامج، وفي تقديم ما هو معارض للقيم الإسلامية؛ ليكون معولا يهدم أخلاق الشباب، وثقافتهم. ويشوه العديد من أفكارهم، ومعتقداتهم. ويصوغ عقولهم، ونفوسهم، وأخلاقهم، صياغة غربية. فشكلت -مع بالغ الأسف- ظاهرة غير صحية، ومنهجا غير رشيد، تندرج في إطار مشروع غير منظم؛ ليمتد إلى العبث بالمرتكزات الأساسية للإنسان، إضافة إلى شلّ العقل والإرادة، وإشاعة الإحباط والخضوع. إن الكف عن الاستهانة بشعائر الدين، ومواجهة تكرار هذه الإساءات، ومنع استمرارها، والعمل على حماية الأجيال الشابة من سموم هذه البرامج، مطلب العقلاء؛ لأن الاعتزاز بشعائرنا، وتعظيمها، والوقوف عند حدودها، جزء من هويتنا. وإذا كان الأمر كذلك، فإن للأذان حرمته، وقداسته، لا يجوز -بحال- العبث به، أو استغلاله عن طريق أنغام الموسيقى، وعرض صور للهلال والصليب على خلفية المسرح؛ من أجل نجاح جماهيري. يمكن القول: إن تلك البرامج، تقوم على أساس تشكيل الوعي، وفقا لرغبات القائمين عليها. والمؤسف حقا، أن أثرها السلبي لا يقتصر على المشاهد غير المهذبة، بل يمتد إلى العقيدة، والثقافة، والأخلاق، التي سيتشبع بها الشاب والفتاة، في كل ثانية من ثواني العرض، عبر انفلات أخلاقي، وعقدي، لم يعد خافيا على أحد. ولعل هذا النوع من الإعلام، هو الذي يتوجه إلى الحواس، والغرائز، والعقائد. ويدعو للخروج عليها، والانفلات منها، باعتباره المؤثر الأقوى. [email protected]