أجهش «المعلم» الباكستاني بالبكاء عندما كشفت شعبة البحث والتحري في شرطة جدة احترافه أعمال التزييف والتزوير والإتجار بالمحررات والمستندات المغشوشة. جاء ذلك بعد لحظات من سقوط المتهم الذي أطلق على نفسه لقب المعلم تأكيدا على مهارته في غش الأختام والهويات وإجادة تزييف رخص السياقة والأوراق العمومية وغيرها. لكن بكاءه وتوسلاته لم تمنع رجال الأمن من اقتياده إلى معمل التزييف في بني مالك وإزاحة الستار عن مئات المحررات المغشوشة. بدأت متابعة المعلم الباكستاني قبل نحو أسبوعين إثر وصول معلومات شبه مؤكدة عن نشاط مريب للمتهم وأحد معاونيه واحتمال تورطهما في أعمال تزوير واسعة النطاق. وأفادت المعلومات أن المتهم الرئيس يحرص على التكتم وفرض سياج من السرية على نشاطه إلى جانب قدراته الكبيرة في التزييف والتحوير بمعاونة رجل من الجنسية ذاتها. ومن بين المعلومات التي حصلت عليها سلطات الأمن أن الزعيم المعلم يتنقل من مكان إلى آخر ويختار مكان مبيته بعناية فائقة في إجراء احترازي قصد به منع إسقاطه ليلا، غير أن وحدة البحث والتحري في شرطة جدة التي استوثقت من المعلومات أعدت كمينا دقيقا قاده مخبر سري تقمص دور متخلف عمرة آسيوي في حاجة عاجلة إلى هوية مزيفة تعينه على العمل والتنقل واستئجار منزل. ونجح العنصر الأمني في عقد صفقة سريعة مع المتهم الباكستاني الذي كان حريصا على تسليم المطلوب في وقته المحدد، لكن الخطة الأمنية قضت على تأجيل الاستلام والتسلم أكثر من مرة بغرض تطمين المتهم وكسب ثقته وضبطه في حالة تلبس. في ساعة الصفر وصل المعلم إلى الموقع المحدد، بعد أسبوعين من التأجيل والإرجاء، حاملا البضاعة المطلوبة فحرص رجال الأمن على معرفة المنزل الذي اختاره المتهم منطلقا لنشاطه. انتظر الرجل بعض الوقت ولما طال الانتظار أبدى ضيقه وتبرمه لكنه سرعان ما عاد إلى حيويته عندما أطل الزبون الوهمي وبحوزته المبلغ المطلوب. وفي اللحظة الحاسمة وضع رجال الأمن الأغلال في يديه فيما تم تطويقه بواسطة تعزيزات ظلت تراقب الموقف عن بعد فحاول المعلم الهرب بلا طائل بعد أن أعاقت القيود حركته.. وبرغم البينات حاول المتهم إنكار صلته بأية أعمال أو نشاطات مخالفة، ثم تراجع وقاد رجال الوحدة إلى بناية وسط بني مالك اختار إحدى شققها معملا لنشاطاته المحظورة، وعاد ثانية إلى الإنكار والتظاهر بالثبات ثم انهار باكيا ورفض تحديد رقم الشقة لكن رجال الأمن أخرجوا عدة مفاتيح من جيبه واضطروا إلى تجريبها في أكثر من وحدة سكنية ليجدوا في إحداها معاون المعلم منهمكا في عمليات التزييف والتحوير والغش. وعثر رجال الأمن في المعمل على عشرات الوثائق والأجهزة الإلكترونية المتقدمة. وقال المعلم المزور في الاستجواب الميداني إنه امتهن النشاط المحظور قبل وقت طويل بقصد التكسب والتربح، مشيرا إلى أنه ظل يستخدم هوية مزيفة صنعها بنفسه. وقال المتحدث الرسمي في شرطة جدة العميد مسفر الجعيد، إن سلطات الأمن ماضية في تعقب مخالفي النظام سواء مخالفي نظام الإقامة والعمل أو المتورطين في أنشطة التزييف. تابع العملية الأمنية مدير شرطة جدة اللواء علي الغامدي ومدير البحث والتحري في جدة بمتابعة ميدانية من مساعد مدير البحث الجنائي. وقادها ضابط البحث والتحري في وحدة التحريات والبحث الجنائي.