تشكل الحواجز الترابية الموضوعة على جنبات الأودية في صبيا عاملاً كبيراً في تغيير مسار مجاري الأودية المحيطة بالمحافظة وقراها ال400 في اتجاه المزارع والتجمعات السكانية، ومع ان أصابع الاتهام تشير إلى العقوم إلا أن ما حصل في صبيا خلال سيول الأعوام الماضية يبرز أهمية إيجاد آلية فعالة لإدارة استخدامات الحواجز بحيث تسهم في وضع حلول تتحكم في تدفق مياه السيول إلى جانب إعداد الدراسات والمسوحات اللازمة لمعرفة مناسيب الأراضي وإيجاد قاعدة معلومات متكاملة عن الأوضاع الطبوغرافية من قبل الجهات ذات العلاقة. من هنا يقول أنور خواجي «تتميز صبيا بوفرة أراضيها الزراعية والمنبسطة تخترقها بعض الأودية في اتجاه التجمعات القروية المنتشرة شرق وغرب المدينة هي وادي صبيا في الجنوب، وادي بيش، وادي شهدان في اتجاه الشمال الشرقي حيث ينحدران إلى الجنوب الغربي وتتأثر بالميل الطبيعي لسطح الأرض في اتجاه الغرب والجنوب الغربي إلى غمر الأجزاء الجنوبية والغربية من المدينة القديمة خلال مواسم الأمطار لذا فالمحافظة بحاجة إلى تحديد مسارات الأودية وتركيب أجهزة قياس متطورة لتحديد كميات السيول». ويضيف الخواجي: لاتزال ذاكرة صبيا تحتفظ بما حدث في ربيع الأول من عام 1426 ه من الأضرار الناتجة عن السيول في قرى أبو القعايد، نخلان، أم سعد وقرى وادي شهدان وكذا قرى الساحل مروراً بقرية العدايا،أم القضب،الهدوي والقرى التابعة لها. ولفت الخواجي إلى أن بعض المواطنين اعتادوا تملّك محال تجارية، ورش، محطات وقود ومعارض للسيارات في مجرى السيول وفي عمق وادي صبيا وبمحاذاة الجسر الخاص بالوادي ونفذت بلدية محافظة صبيا شوارع، أرصفة، إنارة في مناطق تقع في مجاري السيول وفي بطن وعمق الوادي. بينما يعتبر سمير صديق صبيا المدينة الوحيدة التي ترويها السيول من عدة مساقط تجتمع كلها في وادي صبيا حيث تصل إليها السيول من مساقط مياه بني غازي عن طريق وادي قصي ومن مساقط جبال هروب عن طريق وادي صبيا ومن مساقط هضاب عيسى عن طريق وادي نخلان ومن مساقط جبال منجد، وفائض مياه وادي بيش الكبير الذي يصل أحياناً الى ضواحيها. ويرى طارق بحلس أن وادي صبيا معروف منذ القدم بسيوله القوية والأراضي التي تجزئه من ميدان صبيا إلى العروج جنوباً هي أراض خاصة بالوادي وما تم استحداثه مؤخراً من ردم أجزاء من الوادي المحاذي لجسر صبيا ومساواتها بطريق صبيا - الظبية وإقامة مشروعات تجارية على هذه الأراضي من معارض للسيارات ومؤسسات تجارية وورش ومحطات وقود أدى إلى سد منافذ الوادي مما قد يتسبب في ارتداد السيول إلى جهة قرية الظبية أو جهة أحياء صبيا السكنية شمالا وشرقاً وجنوبا. ويقول أبو بكر زكري إن وادي صبيا من ميدان صبيا الى العروج جنوباً، وهذه أرض خاصة بالوادي ومجرى للسيول. وقد كانت الأراضي من ميدان صبيا إلى العروج حالياً عبارة عن غابات من الأشجار، ومع التوسع العمراني سكن الناس في جزء من هذه الأراضي وهو حالياً من الميدان إلى سوق صبيا. وبقي الجزء الثاني من الأرض وهو جزء زراعي بالوادي ومجرى السيول وكان يزرع فيها حبوب الدخن والذرة الرفيعة وهي مخارج ومجاري لسيول الوادي حتى تم البناء والاستحداث في هذه الأراضي. من جهته يؤكد عمدة الحي الغربي في صبيا محمد سليمان قنوي أن صبيا عانت كثيراً من أضرار السيول المنحدرة من أعالي الجبال عبر أوديتها وعن طريق وادي صبيا الحالي وكانت تصل السيول حتى المسجد الكبير وسط المدينة. والأراضي الواقعة من ميدان صبيا وجنوباً حتى العروج هي مجارٍ للسيول والأودية. لذلك نلاحظ عند تصميم طريق جازان - صبيا وجود انفاق وجسور عند مدخل صبيا لتسهيل مرور مياه السيول وحماية المدينة وبقيت اجزاء من مجاري السيول حتى أقيمت مشاريع تجارية وردم أجزاء من الوادي. وكانت بلدية المحافظة قد انتهت من تعبيد ساحة سوق الثلاثاء الأسبوعي في صبيا وذلك بهدف تسهيل حركة البيع والشراء وتنقل المواطنين وإظهار السوق بصورة حضارية إلى جانب الانتهاء من تنفيذ مشروع الحزام الجنوبي بعرض 30مترا ويشمل رقيمات بارتفاع 3 أمتار وجسر لحماية الزبارة والعروج من السيول.