رأى مختصان في الإصابات والكوارث والعناية الحرجة أن التوعية بالإسعافات الأولية تجنب الكثير من المضاعفات التي قد يتعرض لها المصاب في حالة تأخر وصوله إلى طوارىء المستشفيات. وأشارا ل «عكاظ» إلى ضرورة تخصيص دورات تدريبية في المدارس والمؤسسات في كيفية التعامل مع الحالات الحرجة وكيفية التصرف في حالة تعرض شخص لحالة طارئه كذبحة صدرية أو حروق أو صدمة كهربائية. ولفتا إلى أن الحوادث ورغم جهود التوعية مازالت تشكل معادلة صعبة في طوارىء المستشفيات. الحوادث المرورية ورأى استشاري جراحة الإصابات والكوارث والعناية الحرجة في مدينة الملك عبد العزيز الطبية في جدة الدكتور خالد عليان الأحمدي، أن الإصابات الناتجة عن الحوادث والكوارث البيئية والصناعية، أصبحت من أكثر المشكلات الطبية التي تواجهها القطاعات الصحية انتشارا في العالم، وأفاد تقرير لمنظمة الصحة العالمية، أن عدد الوفيات نتيجة حوادث الطرق بلغ 1.2 مليون (مليون ومائتين ألف) في الأعوام الأخيرة. وأضاف «تمثل حوادث الطرق في المملكة نسبة (30 50 في المائة ) من مجموع الإصابات العامة، يموت بسببها (6 آلاف 11 ألف) شخص، فضلا عن الإعاقات الدائمة وتكاليف العلاج الباهظة، كما أنه رغم بذل الجهود الرسمية والتوعوية، إلا أنه مازالت نسبة الحوادث المروية وما ينتج عنها من وفيات وإصابات في المجتمع السعودي أعلى بشكل واضح من غيرها في المجتمعات الأخرى. وأرجع د.الأحمدي اسباب ذلك لعوامل تشتت بعض الجهود في محاور مختلفة دون ترابط واضح أو تعاون على المستوى المطلوب، إضافة إلى بعض القصور في اعتماد استراتيجية وطنية لا تهدف إلى خفض نسبة الحوادث فحسب، بل تمتد إلى توفير العناية الطبية الحديثة في مجال الإصابات، وتبني الوسائل العلمية والإرشادات العملية المعتمدة عالميا في الدول المتقدمة، التي نجحت في تحقيق نظام شامل لتجنب وعلاج الإصابات، يرتكز على توفير الكفاءات المتخصصة في مجال الكوارث والإصابات والجراحة، وتأهيل طواقم المسعفين للعناية الأولية بالمصابين. وأضاف د.الأحمدي «يشمل برنامج الحوادث والكوارث ربط قطاعات متعددة مثل إدارة المرور والطرق، ومراكز الإسعاف الأولي، لمباشرة الحوادث ونقل المصابين بطريقة آمنة للمراكز الطبية المناسبة التي تعتمد تنفيذ خطط معتمدة وبرامج طبية للكوارث وعلاج الإصابات، وتعتمد أنظمة الحوادث والإصابات على برامج توعوية شاملة، بغية الوقاية من الحوادث والإصابات، برفع مستوى الإدراك المهني بالمخاطر، وتركز على توعية الأطفال وطلاب المدارس، وبرامج للتأكد من سلامة المركبة وصيانتها، والاهتمام بوسائل السلامة كربط حزام الأمان، ومكافحة استخدام قطع الغيار المقلدة وغير الآمنة، والصيانة الدورية للطرق وغيرها». الحالات الطارئة وفي سياق متصل، أوضح استشاري طب الطوارئ والعناية الحرجة في مدينة الملك عبد العزيز الطبية في جدة الدكتور علي شرف الشريف أن أقسام الطوارئ في المستشفيات تعد من أهم الأقسام لعلاج الأمراض والإصابات الطارئة، لذلك كان من الأهمية بمكان أن تجهز هذه الأقسام الحيوية بكوادر بشرية مدربة تدريبا عاليا وبأجهزة طبية مطورة، وأدوية كافية بشكل دائم. ولفت إلى أن هناك العديد من الحالات الطارئه التي تستقبلها طوارئ المستشفيات منها حالات الحوادث المرورية المؤلمة، والذبحة الصدرية وهي عبارة عن آلام مميزة الطابع في الجانب الأيسر من الصدر وخلف عظمة القفص يكون الألم من النوع الضاغط، وقد يمتد إلى الكتف الأيسر وأسفل الرقبة والفك الأسفل وإلى اليد اليسرى، ومن أهم الأمراض التي تسبب انسداد شرايين القلب وترفع نسبة الإصابة بالذبحة الصدرية هي أمراض تصلب الشرايين وزيادة الكولسترول ومرض السكري ومرض ارتفاع ضغط الدم. ومن الحالات أيضا الغرق حيث يؤدي الغرق إلى الاختناق إما بواسطة دخول الماء إلى الرئتين أو بتشنج الحنجرة الذي ينجم عنه تضييق مسلك الهواء ( الغرق الجاف)، وهناك الحروق وهي الإصابة الحرارية للأنسجة مما يؤدي إلى تخثر أو تنخر تلك الأنسجة، وتتم الإجراءات الأولية من خلال تحديد نوع الحرق ومصدره (حراري، كيميائي، كهربائي، إشعاعي، حروق الشمس).. وحول الحالات التي تتعرض للصدمات الكهربائية يبين د.الشريف، أنه يجب قبل أي شيء فصل جسد المصاب عن التيار الكهربائي، من خلال استخدام خشبة جافة أو غصن شجرة لإبعاد السلك لأن جسده قد يكون ناقلا للكهرباء، التأكد من أن أي شيء يستعمله المنقذ هو جاف وغير ناقل للكهرباء مع الوقوف على أرض جافة، وفي حالة الإحساس بأن نبض المصاب متوقف فإنه يجب إنعاشه بالتنفس الاصطناعي من الفم إلى الفم وربما تستدعي الضرورة اللجوء إلى الإنعاش القلبي الرئوي، وهذا يستوجب تدريبا خاصا، وقبل كل هذه الخطوات ينبغي الاتصال بالإسعاف لنقل المريض إلى أقرب مستشفى.