استحضر المعرض التشكيلي «عصفور البرد» للفنان فهد الحجيلان ذكريات طفولته المغلفة بمتاعب الحياة اليومية والتي التصقت بذاكرة الفنان حتى أصبحت جزءا من حياته. المعرض الذي أطلقته صاحبة السمو الأميرة أضواء بنت يزيد بن عبدالله آل سعود في صالة أتيليه جدة للفنون الجميلة وسط حضور نسائي متميز من سيدات المجتمع والفنانات التشكيليات والإعلاميات حوى نحو 40 عملا تشكيليا قدم فيها الحجيلان حالة عاطفية مرتبطة بذاكرته الطفولية وبانتمائه ل عصفور البرد يستحضر دفء الذاكرة لأمكنة في مشهد فيه كثير من التناقضات العالقة في ذهن الفنان من تراكمات حياتية إيجابية كانت أم سلبية. وحين يرسم الحجيلان يحضر بذاكرته في لحظات الرسم مشكلا انفعالا لحظيا خارجا عن قوانين الرسم الأكاديمية للعمل الفني، فتلاحظ الوجوه عند الحجيلان بعيدة عن الواقع بمساحات تجريدية يكون هاجسها الإنسان تارة والخيل تارة أخرى. ينطلق الحجيلان في رسمه من ذاته ومن محيطه وهو فنان لا يتوقف عن العطاء يتجاوز كثيرا من العادات والتقاليد في طرحه لفنه ملخصا كل تجاربه الفنية وخبراته التراكمية. تنتشر أعماله في كثير من الدول العربية والأوروبية ويعد من أبرز التشكيليين السعوديين الذين أسهموا في الارتقاء بالساحة التشكيلية السعودية على مدار 30 عاما بعد تفرغه لممارسة الفن ومواصلة الإبداع، حيث شارك في العديد من البيناليات العالمية كبينالي القاهرة الدولي بثلاث دورات وبينالي بنجلادش الدولي وبينالي الشارقة، كما شارك في العديد من المعارض المحلية وحقق جوائز متقدمة فيها منها جائزته الأولى في المعرض السعودي للفن المعاصر عام 1980م وجائزة معرض المقتنيات 1982م وجائزة مسابقة السفير وجائزة الإبداع الخاصة. مدير صالة أتليه جدة للفنون الجميلة هشام قنديل قال عن المعرض «فهد الحجيلان يعد من التشكيليين البارزين في المملكة بل إنه صاحب بصمة ممتازة ويعد معرضه من أميز المعارض التي أقامتها الصالة خلال هذا العام». فهد الحجيلان يقول عن المعرض «إن الواقع هو ما نعيشة هذه اللحظة ولكن الإحساس بالواقع هو ما نعيشه بعد تثبيت اللحظة..حينما نفكر في البدايات وحينما نعود بالذاكرة إلى تلك اللحظة سنشعر حينها أننا كنا محظوظين لأننا نملك التفاؤل الذي يقودنا إلى الثقة والإيمان بالرسالة النبيلة التى نعيش من أجلها.. إنها لحظة الإبداع. وقدم الحجيلان شكره للأميرة أضواء ولكل الحضور من فنانين وفنانات.