إذا كان رئيس الهلال الأمير عبدالرحمن بن مساعد استحوذ لوحده على النجاح من بين كل رؤساء الأندية تبعا للمحصلة النهائية لحصاد الموسم، فإن رؤساء أندية النصر والأهلي والاتحاد والشباب، فشلوا في تحقيق أي إنجاز خلال هذا الموسم، بل إن فرقهم ظهرت بمستويات متذبذبة لا تؤهلها للمنافسة الحقيقية. ففي الدوري، تفرد الهلال في الصدارة منذ وقت مبكر، وبفارق نقطي كبير عن أقرب المنافسين، ونقول منافسين تجاوزا فلم يكن للهلال منافس حقيقي هذا الموسم، بعد أن ترك للبقية التنافس على المركز الثاني. وفي مسابقة كأس ولي العهد لم يستطع أي من هذه الفرق الوصول للمباراة النهائية، وهذا يؤشر على حجم البؤس والهزال الذي كانت عليه هذه الفرق. وبالطبع ثمة فوارق واضحة في معدلات الفشل بين رئيس وآخر، الأمير فهد بن خالد صنع أملا في المدرج الأهلاوي، وجعل جمهور الراقي يلمحون ضوءا في نهاية النفق المظلم الذي دخله الأهلي منذ سنين طويلة، إلا أن هذا الضوء انطفأ قبل نهاية الموسم، ليكتشف الأهلاويون أن ما أنجزه رئيسهم هو أنه أضاف موسما جديدا على الوقت الضائع من تاريخ الأهلي. فيما بدا مبكرا أن خالد البلطان أضاع طريق البطولات، وانتهى به المطاف وهو يحارب طواحين الهواء، بعد أن انتقلت إليه عدوى تصنيع الخصوم من رئيس النصر، وهو الآن معلق بحبال من قش بالفرصة الآسيوية، كما هو الحال بالنسبة للمهندس إبراهيم علوان الذي فاجأ الجميع وهو يطلب التمديد له موسما آخر، مع أنه كان طوال الموسم يضع رجلا في النادي وأخرى خارجه، وقدم هذا الطلب متذرعا بما يعتقد أنها أسباب منطقية ولا أتوقع أن يستجاب له، وأظنه سمع الرد من جماهير النادي بعدما رفعت صوتها عاليا تطالب بعودة منصور البلوي الذي يطرق أبواب العميد بقوة، وأظن كثيرين مثلي يتمنون أن يفتح له الباب، فليس الاتحاد وحده من يحتاج هذا الرجل، بل حتى الكرة السعودية تحتاجه، أجل تحتاجه من أجل إحداث التوازن المفقود، وتصحيح المعادلة المختلة. الرؤساء الثلاثة مع الأمير فيصل بن تركي هم أعمدة (نادي الرؤساء الفاشلين) هذا الموسم، انظروا ماذا يفعلون الآن؟ إنهم يحصون خسائرهم وأخطاءهم ويوزعونها بفظاظة على الآخرين، وباستثناء رئيسي الفيصلي والتعاون، فإن بقية رؤساء أندية الدوري يشاركونهم في هذا النادي. بوصلة: لو أحصينا عديد المرات التي يرد فيها اسم نادي النصر في أعمدة الكتاب الهلاليين مقارنة بعديد المرات التي يرد فيها اسم الهلال في أعمدة كتاب النصر، سنجد أن الهلاليين أكثر تناولا لقضايا النصر، بل سنكتشف أن النصر يشكل هاجسا لهؤلاء الكتاب، بمن فيهم الكاتب العربي الذي ومنذ ذاق طعم الشرهات وهو يختبئ تحت عباءة الهلال ويواصل هذيانه عن النصر، ومع هذا يدعون أن كتاب النصر مشغولون بالهلال أكثر من ناديهم. [email protected]