كشف الأمين العام للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية الدكتور صالح بن حسين العايد، أن المملكة خصصت مؤخرا، خمسة في المائة من دخل الشركات والمؤسسات للعمل الخيري. وأكد العايد على ذلك تعقيبا على ما قاله الدكتور عبدالكريم بكار في أن الحكومات الغربية تلزم بنوكها وشركاتها بتخصيص خمسة في المائة من أرباحها للعمل الخيري. وجاء حديث العايد وبكار في الندوة العلمية العالمية «سبل العمل الخيري الإسلامي»، التي نظمتها هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية التابعة لرابطة العالم الإسلامي، ضمن برامج الاجتماع السنوي السادس للجمعية العامة أمس الأول في جدة. من جانبه، أكد مدير الندوة الدكتور محمد خضر عريف أن ذلك يضيف للمملكة اهتمامها الكبير بالعمل الإنساني والخيري والإغاثي، مشيرا إلى أن العمل الخيري لم يعد قائما على الاجتهادات الشخصية أو الجهود الفردية، ولا متسما بالمركزية ولا الشخصانية، بل أصبح قطاعا مهما على المستوى العالمي يقوم على العمل المؤسسي ويتكئ على الشفافية العالمية، ويمارس نشاطاته تحت الأضواء الكاشفة في كل أنحاء العالم، في ظل تطور المعلوماتية المذهلة، مبينا أن «العمل الخيري والإنساني الإسلامي ليس بدعا في هذا الإطار في شفافيته ووضوحه ولا مركزيته». وأوضح أن «هيئة الإغاثة الإسلامية لها القدح المعلا في إشراك نخب المجتمع من العلماء والمفكرين والمسؤولين ورجال الأعمال في كل إنجازاتها ومشروعاتها وخططها وتطلعاتها، إشراكا حقيقيا وفاعلا، مشيرا إلى أن ذلك تجلى في اجتماع الجمعية العامة الأخير»، مؤكدا أن الهيئة حريصة على تطوير العمل الخيري الإسلامي من خلال الندوات والبحوث، من ذلك هذه الندوة التي يشارك فيها أعلام العمل الخيري الإسلامي، التي يمكن أن تكون خريطة طريق للنهوض بالعمل الخيري الإسلامي، متمنيا أن تطبع الندوة وتعمم بكل الوسائل والوسائط الممكنة لتعم الفائدة بها في تطوير العمل الخيري الإسلامي. وكان الدكتور عبدالكريم بكار قد قدم بحثا بعنوان «ترسيخ ثقافة العمل الخيري»، وتلاه الدكتور نبيل عزت موسى ببحثه العمل الخيري الإسلامي بين التخصص والتنوع والتنسيق، وشهدت الندوة ما يزيد عن 20 مداخلة لمتخصصين في الفكر الإسلامي والعمل الخيري. وتحدث الدكتور بكار عن أوضاع العمل الخيري بين الغرب والعالم الإسلامي، وضرورة تحول التربية إلى ثقافة، مخصصا ثقافة العمل الخيري والتطوعي، ثم حدد أربع جهات لترسيخ ثقافة العمل الخيري: الأسرة، المؤسسات الخيرية، الحكومات، والإعلام. أما الدكتور نبيل موسى، فدعا إلى تحديد مفهوم العمل الخيري، والوقوف على واقعه، مشيرا إلى أن له ثلاثة أبعاد: دعوي، إغاثي، وتنموي، مقارنا بين العمل الخيري الإسلامي والعمل الخيري الغربي، متطرقا إلى نقاط الضعف والقوة، ومبينا مفاهيم التخصص والتنوع والتنسيق في العمل الخيري الإسلامي من خلال دراسة واقع المؤسسات الخيرية الإسلامية في كل أنحاء العالم الإسلامي. وصنف موسى نشاطات الهيئات والجمعيات الخيرية، محددا نسبا مئوية لتنوع الأنشطة فيها، ومتحدثا عن جهود التنسيق الحالية بين منظمات العمل الخيري الإسلامي، ونقاط الضعف فيها، ووضع إطار لتنسيق العمل الخيري الإسلامي بما فيها متطلبات هذا التنسيق.كما تم في نهاية الندوة تكريم بعض الشخصيات التي أسهمت بالعمل الخيري والإغاثي مع هيئة الإغاثة الإسلامية.