كان الانتساب للدراسة الجامعية مجانيا. ويكفي المنتسب معاناة البعد عن قاعة الدراسة والاستماع والحضور والمشاركة وأيضا مكابدة السفر والسكن والغربة والانقسام الذهني بين الأسرة والدراسة والمشاغل، فمعظم المنتسبين من ذوي الأسر والوظائف والمشاغل. لم تكف تلك بل واجه المنتسب صفعة قوية لا يدري من أين وكيف أتت!؟ ألا وهي احتساب رسم مالي قدره ثلاثة آلاف ريال لكل فصل دراسي طيلة سنين الدراسة التي قد تتجاوز السنوات الخمس، مما كان حجر عثرة في طريق الكثير من أولئك المنتسبين الراغبين في مواصلة تعليمهم عن طريق الانتساب واضطروا إلى الانسحاب تحت وطأة الرسم المالي الذي يعني لهم الكثير. وفي خضم مسؤوليات الجامعة وسير الدراسة اليومية للمنتظمين واستمرارية العمل الأكاديمي فما هو العبء الذي يشكله المنتسبون حتى تضعهم الجامعة أمام خيارين لا ثالث لهما. أما الدفع والاستمرار في الدراسة عن طريق الانتساب وأما الفصل والمغادرة، وما حاجة الجامعة إلى ذلك الرسم الذي تسبب في إيقاف الكثير ممن لا يستطيعون الدفع وربما تسبب في ضياع مستقبلهم أيضا، إضافة إلى ما يعانيه خريجو الانتساب من بخس في احتساب مؤهلاتهم الجامعية (بالانتساب) على مستويات ومراتب الوظائف الحكومية إذ يفاجأون بتعيينهم على مستويات ومراتب أقل من زملائهم ذوي المؤهلات الجامعية (بالانتظام) «ولا تبخسوا الناس أشياءهم». إن الجامعة وكادرها الأكاديمي في خدمة المجتمع والتعلم عن طريق الانتساب (العلم للجميع) هو الأمثل لجميع فئات المجتمع، إذ يستطيع أي فرد أن يكمل تعليمه وأن يثقف نفسه بطرق مجانية من خلال قنوات الجامعة المتاحة والتي ينبغي أن تهيئها كل جامعة إسهاما منها في رفع المستوى المعرفي لدى شرائح المجتمع المختلفة. علي بن سالم القرني