تنطلق اليوم الخميس الحملة الوطنية للتوعية بأهمية حمض الفوليك في المنطقة الشرقية تحت شعار (حبة وقاية.. تقي من الإعاقة) مستهدفة 500 ألف مواطن ومقيم في ست مدن ومحافظات؛ هي الدماموالخبر والظهران والقطيف والجبيل والنعيرية. وأوضح المنسق العام للحملة خالد الهاجري أن الفعاليات الرسمية ستفتتح غدا في الدمام، وستقام في 40 موقعا مختلفا في المنطقة؛ تشمل المستشفيات والجامعات والمجمعات التجارية والجمعيات الخيرية متضمنة أركانا توعوية ومحاضرات طبية وورشا تدريبية، حيث تستمر الفعاليات لمدة 15 يوما، موجها الدعوة إلى مرضى الصلب المشقوق وأسرهم وكافة أفراد المجتمع لزيارة مواقع الحملة والاستفادة من مختلف الفعاليات التوعوية التي ستساهم مستقبلا في الحد من الإصابة بهذه الإعاقات. يذكر أن الصلب المشقوق هو شق يحدث في أسفل الصلب نتيجة لعدم التحام جانبي العمود الفقري ويؤدي إلى شلل أو ضعف شديد في الأطراف السفلية، كما قد يؤدي إلى الصعوبة في التحكم في خروج البول أو الغائط. وأضاف مسؤول حملة الصلب المشقوق في المنطقة الشرقية: إن قاعدة البيانات الخاصة بأسرة الصلب المشقوق كانت قليلة جدا لا يتجاوزون خمس أو ست أسر مسجلة بالمجموعة السعودية لصلب المشقوق، وأكد الهاجري بأنه خلال هذه السنة ارتفع العدد إلى أكثر من 50 أسرة تقريبا على مستوى المنطقة الشرقية والمجموعة على تواصل معهم وتم حضور الورشة التدريبية التي تعقدها المجموعة ما يزيد على 20 أسرة من ممن لديهم أطفال يعانون من مرض الصلب المشقوق والإصابة بهذا المرض هي حالة واحدة في كل 1000 ولادة؛ أي ما يعادل 50 طفلا سنويا مصابا بمرض الصلب المشقوق وما زلنا نسعى إلى معرفة إحصائيات دقيقة للمرضى المصابين بهذا المرض والتواصل معهم. وأضاف الهاجري أن أبرز النتائج التي حصدتها المجموعة السعودية لصلب المشقوق هو تواصل مستشفيات الولادة والأطفال معهم وللإبلاغ عن المولود المصاب بمرض الصلب المشقوق لتسجيله لدى المجموعة وإعطاء أرقام المجموعة للأسر ليتم تقديم الطرق الصحية في التعامل مع هذه الحالة ومشاركة الأسرة في الورشة التي تعقدها المجموعة ليستفيد منها المريض وأسرته. وبين الهاجري أن الكادر الطبي بالمستشفيات، خاصة مستشفيات الولادة والأطفال، أصبح لديهم اهتمام بشكل كبير ومميز بهذا النوع من الأمراض التي يصاب بها الأطفال وهم يطمحون إلى تفعيل دور المجموعة في المنطقة الشرقية من خلال إقامة الملتقيات والأيام المفتوحة التي تجمع جميع أسر ومرض الصلب المشقوق، لكي يتبادلوا الخبرات مع بعض من خلال تناقل التجارب وتهدئة الوضع النفسي للأم عندما ترى طفلا آخر مصابا بنفس مرض طفلها مما يخفف عليها من المعاناة. وقال الهاجري إن الإصابة بهذا المرض ليس هو فقط من نقص حمض الفوليك، بل لها أسباب عدة مثل تعرض المرأة للأشعة بأنواعها أثناء الحمل أو قبله أو تناول حبوب غير مناسبة. وتهدف حملة الصلب المشقوق التي تقام للسنة الثانية في المنطقة لزيادة الوعي في المجتمع بأهمية هذا المرضى وكيفية الوقاية منه والتعامل معه في حال إصابة مولود في الأسرة بهذا النوع من المرض، وتم خلل السنة الماضية عمل اتفاق مبدئي مع الشؤون الصحية في المنطقة الشرقية بحيث تكون هناك توعية للأسر والمقبلين على الزواج من خلال الفحص قبل الزواج وتوعيتهم بأهمية حمض الفوليك عن طريق توزيع المنشورات وكان كل ذلك اتفاقا مبدئيا لكن ما زلنا في انتظار التفعيل. من ناحية أخرى، كشف نائب رئيس مجلس إدارة المجموعة السعودية لدعم مرضى الصلب المشقوق الدكتور عبدالله الصبي عن وجود سبعة آلاف طفل في المملكة مصابون بإعاقة ومرض الصلب المشقوق دون سن 15 عاما، مؤكدا أن أعداد الرجال والنساء المصابين بذات المرض أضعاف هذه الإحصائية، حيث يتمثل المرض بمجموعة من التشوهات شديدة الإعاقة تصيب الجهاز العصبي للجنين أثناء تكوينه في الأسابيع الأولى من الحمل. وحذر الدكتور الصبي من الأضرار الصحية والخسائر المالية المترتبة على إهمال العلاج والرعاية لمرضى الصلب المشقوق، مشيرا إلى أن ذلك يؤدي إلى تطور المرض والإصابة بالفشل الكلوي؛ نتيجة تأثر المسالك البولية وهو ما يزيد الحالة الصحية سوءا ويتسبب بصرف الدولة مليارات الريالات في سبيل علاج هذه الحالات المرضية. وأضاف خلال الورشة التدريبية التي نظمتها المجموعة السعودية لدعم مرضى الصلب المشقوق أمس الأول في مركز الأمير سلطان بن عبدالعزيز للعلوم والتقنية (سايتك) في الخبر بحضور 400 شخص من الكادر الطبي والمرضى وأسرهم، أن الدراسات العلمية أثبتت أن تناول حمض الفوليك قبل الحمل بثلاثة أشهر يمكن أن يقلل من نسبة الإصابة بالصلب المشقوق وحالات مرضية أخرى بنسبة تتراوح بين 50 – 70 في المائة مؤكدا أن الحملة تهدف إلى توعية مليوني مواطن ومقيم بأهمية تناول حمض الفوليك قبل الحمل، مشددا على أهمية التوعية بمرض الصلب المشقوق كحالة مرضية مجهولة لدى الكثيرين والتركيز على الدعم الأسري للمصابين.