استقبل الدبلوماسي السعودي المختطف في اليمن سعيد المالكي باحتفالية فرح كبير فور وصوله أمس إلى مطار الملك خالد الدولي في الرياض قادما من اليمن، عقب الإفراج عنه من قبل الخاطفين. «عكاظ» التقت المالكي عقب وصوله ولمست التأثر في طبقات صوته، مؤكدا أن اهتمام القيادة الرشيدة والمسؤولين كان له أكبر الأثر عليه. وعبر عن عظيم شكره وامتنانه لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وولي العهد، والنائب الثاني، ووزير الخارجية الأمير سعود الفيصل على ما أولوه لقضية اختطافه من اهتمام كبير. كما ثمن المالكي التواصل الكبير الذي كان عليه السفير السعودي في اليمن علي الحمدان وجهوده الواضحة في عملية الإفراج عنه. وأضاف المالكي أن عودته لوطنه وأسرته بعد نحو أسبوعين من الاختطاف تجعله ممتنا لكل من سأل عنه، رافضا تحديد مدة بقائه في الرياض وعودته ثانية إلى العمل الدبلوماسي في اليمن، وتابع السفير المالكي قائلا «إن ذلك يحدده المسؤولون بوزارة الخارجية». من جهته، عبر شقيقه حسام المالكي عن فرحته الغامرة بوصول شقيقه إلى أرض المملكة بعد أن تم الإفراج عنه، قائلا «مشاعري لا توصف بعد أن سمعت خبر الإفراج عن أخي، كان لقاؤنا به لقاء تحدثت فيه الدموع أكثر من الكلمات، وأشكر خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده الأمين، والنائب الثاني، ووزير الخارجية، ووكيل وزارة الخارجية الأمير خالد بن سعود بن خالد، والسفير علي الحمدان، وشيوخ قبائل بني ضبيان، وكل من ساهم في الإفراج عن أخي». وتحدث حسام عن الأيام الصعبة التي عاشتها أسرته أثناء اختطاف شقيقه قائلا «كانت والدتي لا تنام بسبب قلقها على سعيد، كانت تقوم الليل وتصلي وتواصل الدعاء لسعيد حتى أفرج عنه، وكانت هي من أوائل من علم بالخبر، وأصيبت بصدمة فرح، حيث كذبت الخبر حتى اتصل بها سعيد». وأوضح حسام أن الفرحة عمت الأسرة والأقارب بشكل لا يوصف، موضحا أنه كان عند أحد مفسري الأحلام لتفسير حلم يخص أخيه سعيد، حيث حلم به قبل يومين، وقتها اتصلت عليه السفارة لتخبره بالإفراج عن أخيه. وذكر حسام أنه كان في دبي في مهمة عمل عندما علم بخبر اختطاف أخيه قبل 13 يوما، وقطع رحلته العملية ليعود لأرض الوطن ويقف بجانب أسرته. وعن لحظة وصوله قال حسام «لم تسعنا الفرحة عند رؤيته، كانت الدموع معبرة أكثر من الكلمات، كان جسمه نحيلا وعندما سألته عن ذلك أوضح أنه من التفكير فيما كنا نفكر فيه نحن». وزاد حسام «أبلغني سعيد أنه كان يعامل معاملة حسنة وكان يخشى علينا من التفكير في أنه قد يكون تعرض لمعاملة سيئة، موضحا أن الخاطفين كانوا يريدون مبالغ مالية مقابل الإفراج عنه». كما قدم بندر شقيق الدبلوماسي السعودي المختطف شكره لسمو وزير الخارجية، والسفير علي الحمدان، وكافة المواطنين على تواصلهم مع أسرته خلال 13 يوما مدة اختطاف شقيقه. من جهته أكد رئيس الدائرة الإعلامية في وزارة الخارجية السفير أسامة نقلي، أن المملكة لم ترضخ لأي ابتزاز أو مطالب إطلاقا لتحرير الدبلوماسي السعودي سعيد المالكي الذي اختطف في اليمن من قبل عناصر من القبائل في محافظة صنعاء، وبين السفير النقلي في تصريح ل «عكاظ»، أن الجهود المبذولة من الجميع أدت لتحرير المختطف السعودي، مشيرا إلى أهمية الدور الذي قام به رجال القبائل اليمنية في إطلاق سراح الدبلوماسي السعودي المالكي. يشار إلى أن الدبلوماسي السعودي المالكي أفرج عنه بعد جهود تكللت بالنجاح، واحتفل معه أعضاء السفارة السعودية في صنعاء بالافراج عنه عقب تعرضه للخطف وانتهت عملية اختطافه بسلام وبدون أي شروط. وكان الدبلوماسي المالكي قضى أسبوعا خلال اختطافه على أيدي رجال قبائل يمنيين، حيث كان متوجها إلى عمله في السفارة السعودية في اليمن. يذكر أن أجانب يتعرضون لعمليات خطف من حين لآخر من جانب قبائل يمنية غالبا ما تلجأ إلى ذلك بهدف ممارسة ضغوط على السلطات للحصول على مطالبها، سواء تعلق الأمر بالإفراج عن معتقلين أو تشييد طرقات. يشار إلى أن ما لا يقل عن مائتي أجنبي تعرضوا للخطف في اليمن خلال 15 عاما. وكانت «عكاظ» انفردت بنشر تفاصيل الإفراج عن الدبلوماسي المالكي البارحة وأجرت معه حوارا كشف فيه أن الخاطفين كسروا أنفه، مؤكدا أن لحظات الإفراج عنه تمثل لحظات فرح لن ينساها طيلة حياته.