توقع محللون وخبراء اقتصاديون أن يكون لمقتل أسامة بن لادن تأثير إيجابي على أسواق المال الأمريكية بشكل خاص والعالمية بشكل عام، ولو على المدى القصير. وقال المختصون في أسواق الأوراق المالية إن خبر مقتل زعيم تنظيم القاعدة سيدفع أسواق الأسهم الأمريكية إلى أعلى، ولكن لفترة قصيرة؛ لأن الأمر متوقع منذ أحداث هجمات 11 سبتمبر 2001م، وتوجيه الولاياتالمتحدةالأمريكية أصابع الاتهام إلى بن لادن والقاعدة، وشددوا على أن التأثير لا يتجاوز ردة فعل للنكسة التي تعرضت لها لأسواق الأمريكية آنذاك، إلى جانب أن هذا الخبر سيدفع المستثمرين إلى شراء الدولار الذي شهد هبوطا حادا في الأسابيع الأخيرة بسبب قرار البنك المركزي الأمريكي إبقاء سياسته في اعتماد نسبة فائدة ضعيفة جدا. إلا أن الدكتور عبدالله دحلان رجل الأعمال والخبير الاقتصادي كان له رأي آخر، فقال: «لا أعتقد أن هذا الحدث سيكون له أي تأثير على الظرف الاقتصادي العالمي ولن يؤثر على سعر البترول أو أسعار الأسهم؛ لأنه شيء متوقع حدوثه من عشر سنوات، وبالتالي نذهب بعيدا جدا إذا ربطناه بالاقتصاد. وقد يكون له تأثيرات أخرى وردة فعل أخرى ولكن ليست لها علاقة بالاقتصاد لأنه حدث متوقع وليس حادثا فجائيا وكان مخططا له من قبل القوى العظمي وتحقق لهم ما أرادوه وإن جاء متأخرا». ولكن رئيس مركز استشارات الجدوى الاقتصادية الدكتور محمد محمود شمس قال «هناك فقط تأثير نسبي وعلى المدى القصير، حيث سيسود الارتياح والعامل النفسي هو العامل الأكبر في هذا الحدث، وسينعكس إيجابيا على البورصات الأمريكية والأوروبية بشكل خاص»، «بالإضافة إلى أنه سيكون هناك تحسن في سعر صرف الدولار وارتفاعه مقابل سلة من العملات الأخرى مع انخفاض في سعر الذهب عالميا». وأشار شمس إلى أن أسعار البترول ستشهد استقرارا نوعيا ولكنها قد ترتفع بنسب معقولة بسبب عودة الثقة إلى الصناعات التي تعتمد على خامات النفط. إلى ذلك وعلى صعيد أسواق وأسعار المعادن النفيسة والنفط في الأسواق العالمية، انعكس مقتل أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة على الأسعار فانخفضت أسعار الفضة، ومني الذهب بأكبر خسارة منذ أواخر 2008 م، لكنه قلص خسائره. ونزلت الفضة التي أضيرت جراء انتعاش الدولار بنسبة تصل إلى عشرة في المائة إلى 43.04 دولار للأوقية «الأونصة»، وهو أقل مستوى في أسبوعين، ثم تعافت لتسجل 44.92 دولار. وفي بداية التعاملات نزل الذهب أكثر من خمسة دولارات، ويعتقد أنه يفقد الذهب قدرا من إغرائه كملاذ آمن بعد نبأ مقتل بن لادن. ولكن التجار يتوقعون أن يظل الاتجاه الصعودي للذهب متماسكا في ظل المناخ الاقتصادي والسياسي. وقال دارين هيثكوت رئيس التعاملات في انفستيك أستراليا «لست قلقا بشأن الذهب الآن»، مضيفا أن الضعف المستمر للدولار وأسعار النفط المرتفعة سيظلان مصدر دعم. ونزل سعر الذهب في المعاملات الفورية خمسة دولارات ليسجل أقل مستوى خلال اليوم عند 1540.39 دولار. وكان قد سجل مستوى قياسيا مرتفعا عند 1575.79 في وقت سابق. وانخفض الذهب في التعاملات الفورية 0.3 عن الإغلاق السابق. ونزل البلاتين 1 في المائة بينما انخفض البلاديوم 1.2 في المائة. وتراجعت أسعار النفط 1 في المائة أمس بفعل أنباء بأن قوات أمريكية قتلت زعيم القاعدة أسامة بن لادن بعد عشر سنوات من جهود محاربة الإرهاب التي عمقت التورط العسكري الأمريكي في آسيا الوسطى والشرق الأوسط. وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن بن لادن قتل في باكستان أمس الأول، وتتحفظ الولاياتالمتحدة على جثته. وتراجع خام برنت تسليم يونيو حزيران في بورصة إنتركونتننتال 1.14 دولار إلى 124.75 دولار للبرميل بحلول الساعة 05:30 بتوقيت جرينتش بعدما فقد 1.24 دولار مسجلا 124.65 دولار. ومازال السعر أقل بنحو دولارين عن أعلى مستوى في 32 شهرا فوق 127 دولارا الذي سجله الشهر الماضي. وهبط الخام الأمريكي 1.26دولار إلى 112.67دولار. وتركز سوق النفط على ما إذا كانت الأنباء ستساعد في تصفية علاوة المخاطرة في الأسعار بسبب الحرب في ليبيا والاضطرابات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.