احتضنت المدينة الأيام السبعة الماضية أول ملتقى لأشهر خطاطي المصحف الشريف في العالم، بعد رعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وتنظيم من مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف. ويأتي لقاء خطاطي المصحف الشريف من أنحاء العالم، أحد البرامج لخدمة كتاب الله الكريم، وإعمالا لقول الله تعالى: «إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون»، حفظ لحروفه، وفهم لمعانيه، والعمل بأحكامه، ونشر آفاقه بين العالمين من خلال تدوين المصحف والتشرف بكتابته. والملتقى تعريف بهؤلاء الخطاطين المتميزين والمبدعين، الذين أنعم الله عليهم بإجادتهم التامة للخط والرسم والتشكيل، من خلال ممارستهم الطويلة وخبراتهم العريقة، وإتقانهم للغة العربية وفنون الخط وجماله، مما سهل للقارئ قراءة القرآن الكريم. كما أنه (أي الملتقى) شكل بعدا تكريميا ومعرفيا، حيث أن له أثرا واضحا في التعريف بما يقوم به المجمع والعاملون فيه، وتقديرا لجهود أمهر خطاطي المصحف الشريف وتكريمهم والاحتفاء بهم، واهتماما بالخط العربي والدراسات حوله، وتحقيقا للتعاون بين المختصين في الخط وفنونه والمهتمين بخط الرسم العثماني وقضايا الخط العربي وزخرفته، وبيانا لتجارب أبرع الخطاطين في كتابة المصحف وبيان مناهجهم في ذلك، وتبادلا معرفيا وتواصلا بين خطاطي المصاحف، والمهتمين والمختصين في دراسة الخط العربي والزخرفة. إن الخط العربي علم وفن وموهبة، يتطلب صقلها وتطويرها باستخدام التقنيات المعاصرة، وعليه فإن جمع أكبر عدد من أشهر خطاطي المصحف الشريف في العالم فيه خير كثير للخط العربي الجميل وكتابة المصحف الشريف. كما أنه فن أصيل وتراث مهم، وسجل تاريخي للشعوب العربية والإسلامية، فقد قيل في تعريف الخط أنه «لسان اليد، وسلاح المعرفة، وناقل الخبر، وحافظ الأثر». * رئيس مجلس إدارة الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم في محافظة جدة. فاكس 6611755