إن من تمام فضل الله على المملكة العربية السعودية أن وفق قيادتها اتخاذ القرآن الكريم أساساً ودستوراً ومنهج حياة، وخدمته والعناية به وإنشاء مجمع خاص لطباعة المصحف الشريف وترجمته ونشره وتوزيعه، والاهتمام ببرامجه وأنشتطه والعمل على تطويرها وما صدور الموافقة الكريمة من خادم الحرمين الشر يفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- على عقد “ ملتقى لأشهر خطاطي المصحف الشريف في العالم » الذي تحتضنه المدينةالمنورة تحت رعايته الكريمة خلال الفترة من 22 – 28/جمادى الأولى/1432ه إلا إحدى الدعائم القوية والركائز السخية التي تقدمها قيادتنا الرشيدة لخدمة القرآن الكريم. وقد انطلقت فكرة إقامة الملتقى من خلال الاهتمام الذي توليه وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بالقرآن الكريم، بجمعيات تحفيظ القرآن الكريم وللدور الرائد الذي يقوم به مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في هذا المجال، وما يتصف به من مرجعية واتقان في كتابة المصحف ومراجعته وتدقيقه وطباعته وكل ما يتعلق به من علوم وفنون الخط والزخرفة الجميلة. وإن الملتقى الذي ينظمه مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، لأشهر كَتَبَةِ المصاحف في العالم، أحد المناشط العلمية والفنية التي يطلع بها المجمع في خدمة كتاب الله ويعد إسهاماً في حفظه عملاً بقوله تعالى: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) فحفظ القرآن الكريم يتضمن حفظ حروفه، وفهم معانيه، والعمل بأحكامه، ونشر آفاقه بين العالمين، فالحرص على تدوين المصحف الشريف والتشرف بكتابة المصحف الكريم دلالة على الوعي الكبير والمسؤولية العظمى التي يقوم بها هؤلاء الخطاطون المتميزون والمبدعون الذين أنعم الله عليهم بإجادتهم التامة للخط والرسم والتشكيل من خلال ممارستهم الطويلة وخبراتهم العريقة وإتقانهم للغة العربية وفنون الخط وجماله مما سهل للقارئ قراءة القرآن الكريم. ولا شك أن مثل هذه الملتقيات تشكل بعداً تكريميّاً ومعرفيّاً ولها أثرها الواضح في التعريف بجهود هذا المجمع المبارك والعاملين فيه إلى غير ذلك من الثمرات المرجوة والتي منها تقدير جهود أمهر خطاطي المصحف الشريف وتكريمهم والاحتفاء بهم. والاهتمام بالخط العربي والدراسات حوله و تحقيق التعاون بين المختصين في الخط وفنونه والمهتمين بخط الرسم العثماني، وقضايا الخط العربي وزخرفته ، وتبيان تجارب أبرع الخطاطين في كتابة المصحف، وبيان مناهجهم في ذلك؛ و تشجيع التبادل المعرفي والتواصل بين خطاطي المصاحف، والمهتمين والمختصين في دراسة الخط العربي والزخرفة. إن الخط العربي علم وفن، وموهبة، ويتطلب الأمر صقلها وتطويرها باستخدام التقنيات المعاصرة، وعليه فإن جمع أكبر عدد من أشهر خطاطي المصحف الشريف في العالم فيه خير كثير للخط العربي الجميل وكتابة المصحف الشريف. الخط العربي فن أصيل, وتراث مهم, وسجل تاريخي بالنسبة للشعوب العربية والإسلامية, فقد قيل في تعريف الخط «إنه لسان اليد, وسلاح المعرفة, وناقل الخبر, وحافظ الأثر». إن حرص مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف على الدعوة لملتقى أشهر خطاطي المصحف الشريف في طيبة الطيبة وتكريمهم هو من جلائل الأعمال في خدمة القرآن الكريم وخدمة الإسلام وما يصاحب الملتقى من برامج ثقافية ومعرض أدعو الله أن يبارك في جهود القائمين على هذا المجمع الرائد في أعماله ويجزل لهم المثوبة ويوفقهم لإنجاح فعاليات الملتقى.