تحتفل إثنينية عبدالمقصود خوجة في جدة الليلة بالذكري المئوية للشاعر الكبير والأديب الراحل حمزة شحاتة (1327 - 1391ه). وأوضح الأكاديمي والكاتب الدكتور أبو بكر با قادر، أن تكريم شحاتة يعد تكريما للتراث والشعر في الحجاز، إذ إن الراحل كان أحد أبرز رواده، مضيفا أنه بالرغم من وجود دراسات تناولت نتاجه الثقافي والأدبي، إلا أن أعماله وأدبه وفكره لا يزال بحاجة إلى مزيد من الدراسات. وأكد باقادر أن الاحتفالية بالذكرى المئوية لشحاتة، تعد محطة مهمة تجتذب اهتمام الدارسين؛ لبذل مزيد من العناية والاهتمام بأعمال هذا الرائد، ومن ثم العناية بفترة الرواد في الشعر والفكر في المملكة عند التأسيس، «فالتاريخ نقطة مهمة للمراجعة وعلو البنيان»، وأضاف «نأمل في هذه الأمسية أن نسمع جديدا، وأن نحلق عاليا في سماء هذا الغائب وأقرانه». ويواكب الاحتفالية المزمع انعقادها الليلة في إثنينية عبدالمقصود خوجة، نشر أعمال حمزة شحاتة الكاملة، شعرا ونثرا، في ثلاثة مجلدات ضمن إصدارات سلسلة (كتاب الإثنينية). من جهته، أكد الناقد حسين بافقيه، أن حمزة شحاتة يعد من أهم الأصوات الشعرية والفكرية في المملكة، وأنه كان من الأدباء والمثقفين الذين «انطوت حياتهم على مواقف فكرية لم يتزحزحوا عنها طوال حياتهم»، مضيفا أن تلك المواقف الراسخة كبدته أسلوبا متفردا في الحياة حين غادر المملكة إلى مصر منذ وقت مبكر، «واعتزل الناس وأنكر ذاته في صورة تقشفية خالصة، وإن كانت له صلة بعدد من الأدباء والطلاب السعوديين الذين زاروا مصر في تلك الفترة أو كانوا يقيمون فيها، خصوصا الأديب الكبير الأستاذ عبدالله عبدالجبار، والأديب الكبير الأستاذ عزيز ضياء». وأوضح بافقيه أن شحاتة كان «جملة من المواهب الفكرية والثقافية، وذا شخصية فذة»، مضيفا أن من يقرأ كتاب (حمزة شحاتة قمة عرفت ولم تكتشف) للأديب عزيز ضياء، «يعرف تلك القيمة الفكرية التي كان عليها شحاتة منذ شبابه المبكر، في أصالة الرأي، والذكاء الحاد، والموسوعية الثقافية، فيما تفصح كتبه عن شخصية فذة في التأليف والتذكير، فضلا عن كونه شاعرا من أبرز شعراء عصره»، مؤكدا أنه لم يأخذ حقه من العناية والدرس؛ لأن أعماله «مبعثرة»، ولم يعن بها إلا متأخرا، ومضيفا أن «من مآسي هذا الشاعر الكبير أن يسيء إليه بعض الدارسين ممن جمع شعره المتناثر في الصحف والأوراق الخاصة، فخلط شعره بشعر غيره، وفي هذا إساءة بالغة لحمزة شحاتة، الذي ما كان يؤمن طوال عمره بغير الأصالة والتفرد». يذكر أن الشاعر والأديب حمزة شحاتة ولد في مكةالمكرمة عام 1427ه، وتلقى تعليمه في مدرسة الفلاح في جدة، وبعد تخرجه عمل موظفا في بيت زينل في الهند لمدة عشر سنوات، ثم عين بعد عودته سكرتيرا للمجلس التجاري في جدة، وعمل مديرا لإدارة مركبات النقل العام الحكومية، ثم عمل في وظيفة مساعد رئيس ديوان المحاسبة العامة في وزارة المالية، إلى أن استقال وعمل في الأعمال التجارية مع شقيقه الشيخ محمد نور شحاتة، ثم عمل محاميا لدار البعثات السعودية في مصر، ثم عاد إلى المملكة وعين رئيسا لنقابة السيارات العامة. ونظم شحاتة الشعر مبكرا، وتوفي في القاهرة يوم 12 من شهر ذي الحجة عام 1391ه، ودفن في مكةالمكرمة في ال15 من الشهر نفسه.