•• هذه حكايات سريعة.. لا أدري متى بدأت.. أو انتهت.. حكايات لا تأريخ لها.. ولا أسماء.. ولا أزمنة. •• إنها تستيقط هكذا فجأة تجترني وأجترها.. وأغص بالكلمات فألفظها بلا عناء وكيفما اتفق. •• لن أقف بوعي كامل عند تلك التفاصيل الدقيقة والمزعجة لأسردها في سطور زائدة وميتة ولا يقرأها أحد. •• لم يعد الناس يحتملون تلك الحروف المتثائبة والطويلة.. والتي تدخل القارئ في متاهات لا حصر لها.. •• المهم.. أبدأ حكايتي الأولى من عند حدود أطراف هذه المرأة التي بدأت تتضخم وتسمن ولا تتوقف عن المضغ والكلام.. •• اسمها .. لا اسم لها.. لقد ضاعت كل الأسماء ما بين شحمها ولحمها.. ملامحها شرق أوسطية .. عيناها ثقبان يتوسطان وجها مكتنزا بالدهون والشحوم.. •• قالت وهي «تطرقع» (علكة) بين أضراسها.. أكيد أنت عربي!. •• قلت نعم ذلك قدري . •• قالت: وهل العروبة قدر؟. •• قلت: نعم هكذا ولدنا.. وهكذا سنبقى.. وإن كانت هناك مرحلة للانتقال طواعية من حضيرة البشر.. إلى حضيرة البقر. •• قالت: ماذا تعني؟. •• قلت: لا أعني شيئا، غير أن بعض النساء يتفشين دون أن يدرين.. •• قالت وقد عادت إلى «طرقعة» علكتها.. لم أفهم؟!. •• قلت وقد أحسست بمتعة بالغة في التشفي من كائن بشري يتضخم أمامي وينفرد ويستطيل وهو لا يدري: سيدتي لا عليك إن هذه الدنيا تتسع لكائنات أكبر!!. •• قالت بلا اكتراث: ما علينا هل زرت «بيروت» من قبل..؟!. •• قلت: نعم عندما كانت تحترق قبل سنوات.. •• قالت: وقد خرجت سليما كما يبدو.. •• قلت: كما ترين •• قالت: ولماذا عدت والحرب تشتعل؟. •• قلت: لا تلبث أن تنطفئ.. •• قالت: ولماذا هم يتحاربون أساسا؟. •• قلت: هناك أناس في هذه الدنيا يولدون مقلوبي الرأس وتتضخم أجسادهم وتضمر عقولهم.. •• وصمتت وأخذت تتابع «النادل» وهو يضع صحون التبولة والحمص.. وأنواعا شتى أمامها.. وانصرفت تأكل بنهم.. ثم قالت بكلمات متقطعة والطعام يحشو فمها: «ولماذا هم يملأون الساحات العامة والميادين ويلوثونها..». قلت: لأنهم يعتقدون أن الحق والعدالة قد ذبحت في الطريق وهم يحتجون.. ويملأون الأرض صخبا وثرثرة.. قالت: هل هذا ما يسمونه ديموقراطية؟. قلت: نعم ديموقراطية الخراب والدمار!؟. •• وحاولت أن أنزع نفسي من ذلك الحوار مع تلك الشجرة الآدمية التي أرسلت فستانها «المشجر» إلى أطراف قدميها ليستر جذعان، هما ساقان سمينتان اتباعا لأحكام السنة..!. قلت مودعا.. «نراكم إن شاء الله على خير». قالت وهي تمد فروعها مصافحة: «خلينا نشوفك في الديرة». قلت: يا ديرتي مالك علينا لوم.. ولا أزيد.. للتواصل ارسل رسالة نصية sms الى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 254 مسافة ثم الرسالة