أكد الدكتور سعيد السريحي والشاعر عبدالله الصيخان أن الحداثة لم تحارب الوطن، ولم تحرض على قتل أحد، ولم تحاول قطع الأرزاق، بينما أهدر المتشددون الدماء، وحاولوا قطع الأرزاق، مستحضرين هجوم المتشددين على الشاعر محمد الثبيتي في أدبي جدة. وأبان السريحي خلال ندوة انعقدت في خميسية حمد الجاسر في الرياض أمس، وخصصت للحديث عن الشاعر الراحل محمد الثبيتي، أن الثبيتي بقي معزولا في مكة، مؤكدا أن التاريخ سيشهد على أن النادي الأدبي في مكة «لم يدع الثبيتي لمنبره طيلة 40 عاما، بينما دعا آخرين، بينهم شعراء، وأشباه شعراء وأنصاف شعراء». وأشار السريحي خلال حديثه إلى المعاداة التي واجهها الشاعر الراحل من قبل المتشددين، مستحضرا الحادثة التي وقعت له في النادي الأدبي في جدة، إثر فوزه بجائزة الإبداع عن ديوانه (التضاريس)، حيث لم يتسلم الجائزة، ولم يتسلم المكافأة، بسبب هجوم المتشددين على القاعة ومنع إقامة الحفل، وأنه جرى إخراج الثبيتي من أحد الأبواب الخلفية للقاعة، فيما تقرر حجب الجائزة، لافتا إلى أن الثبيتي «تعرض لما تعرض له دون أن ينتصر له منتصر»، وقال إن الاحتفال بالثبيتي هو تكفير لتقصيرنا تجاهه. وفي رد على سؤال وجه له بخصوص تجريد المناهج الدراسية من بعض النماذج الشعرية، أكد الدكتور السريحي أن المناهج الدراسية جردت فعلا من الإبداع والشعر الجميل لعدد من الشعراء، وأنه لا يملك قرارا في ذلك. من جهته، تطرق الشاعر عبدالله الصيخان خلال حديثه في الندوة عن مرض الثبيتي «وموته مرتين»، مشيرا إلى أنه مات نتيجة الخطأ الطبي، كما مات قبل ذلك بالإهمال المتعمد في علاجه، بالرغم من التوجيه الملكي لعلاجه، معرجا على جائزة الإبداع التي حرمها الشاعر الراحل، كما تطرق الصيخان للقيمة الفنية لقصائد الثبيتي، ومراحل حياته في التعليم، مؤكدا أنه كان معلما محبا لمهنته، وأنه كان صديقا لطلابه الذين ما انقطعوا عن السؤال عنه حتى مماته.