ما دمنا نحن الكتاب ننتقد ما نراه غير جيد من سلوك وأداء وعمل وكسل وفشل ويحسب بعضنا نفسه قيما على المجتمع وموجها للجهات الإدارية والمالية مسائلا صحبه: كيف تكون الأوضاع لو لم نكن موجودين؟!، فإن من حق القراء على الكتاب أن يقولوا رأيهم فيهم ومن واجب حملة الأقلام إن كانوا من ذوي الأحلام الإصغاء لما يقال عنهم فقد يجدون فيه ما يفيدهم في إكمال مسيرتهم وقد يتحقق ما يسمعونه من درجات غرورهم لا سيما الذي يكون منهم آكلا في نفسه «مقلبا محترما»، وقد تجمعت لدي من خلال قراءاتي لكتابات بعض القراء وما أسمعه من تعليقات طريفة عن فئة من كتاب الصحف بعض الملاحظات التي يمكن إيجازها فيما يلي: أولا: يظن شرنو «أنه إذا ما كتب سطرين في الصحف وأصبح يحمل اسم كاتب يومي أو حتى أسبوعي وله منبر يخاطب من خلال المسؤولين من وزراء ومديرين ورؤساء تنفيذيين فإنه قد أصبح في مصاف الوزراء على أقل تقدير ولذلك تجده يقول: اتصل بي الأخ فلان ! ساردا ما يزعم أنه دار في الاتصال من حوار، وقد يكون هو البادئ بالاتصال بمعالي الوزير للفت نظره إلى المقال الذي كتبه فإذا جامله معاليه بكلمات خرج في اليوم التالي وزعم أن أخاه الوزير قد اتصل به مقدما تفاصيل حوار يزعم أنه قد حصل بينه وبين أخيه الوزير!. ثانيا: الصورة الثانية لكتاب يكتبون في مجال ما يكون قد سبقهم في الكتابة حوله عشرات من الكتاب على مدى عقود، وقد يكون آخر من كتب عن الأمر نفسه زميلا معاصرا لهم لم تمر على كتاباته إلا أيام أو أسابيع قليلة ولكن الفتى «نرسيس» لا يقرأ إلا ما يكتبه ويظل ينظر إلى صفحة الماء معجبا بذاته وكلماته فيظن أن أحدا لم يسبقه إلى معالجة ذلك الأمر، فإذا حصل مصادفة أن جهة الاختصاص قد أخذت بالاقتراح الذي يظن أنه صاحبه الوحيد والفريد ظهرت على وجهه علامات الخيلاء ودبج مقالا زاخرا بالغرور والتعالي موضحا للقراء كيف أن الحكومة قد أخذت بآرائه النيرة التي لم يسبقه إليها أحد من الناس ولا من البسباس !؟.. ثالثا: هناك فئة من الكتاب يظن أنه لو زار إدارة حكومية فإن من الواجب على جميع العاملين فيها ابتداء من الخفير حتى المدير الخروج لتحيته وتقديم الخدمات والتسهيلات له وطلب رضاه وتجاوز الأنظمة من أجله، فإذا لم يحصل ما توقعه وعومل كأي مراجع عادي وأعطي حقه فقط وطبقت على معاملته الإجراءات الإدارية والمالية والنظامية ولم يحصل على أي استثناء مادي أو معنوي فإنه يخرج من تلك الإدارة حنقا كما يفعل «الحوحو» وقد امتلأ صدره بالغيظ ورئتاه وبطنه بالهواء الفاسد متوعدا مزمجرا بأنه سوف يجعل الإدارة ومن فيها يدفعون الثمن غاليا مجسدا ذلك في هجوم ناري مقنعا نفسه أنه لن تمضي أربع وعشرون ساعة حتى يتم استبدال الطاقم الإداري في تلك الإدارة فإن لم يحصل ما توهمه نقم على الإدارة العليا المشرفة على الإدارة التي أغضبته وعش رجبا.. تر عجبا !. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة