كما أنه يوجد كتاب سطحيون لا تخطئهم العين وإن ظنوا أنفسهم غير ذلك، فإنه يوجد وبعدد اكبر قراء سطحيون لهم مواصفات تجعلهم كذلك، ولكن الفارق بين الطرفين أن الكاتب السطحي يستفيد ماديا ومعنويا مما يكتبه وعلى الأقل تنشر صورته البهية مع مقالاته، أما القارئ السطحي فإنه يدفع ثمن نسخة الجريدة وثمنها يساوي ريال فول وريال تميس!، ولذلك فإن سطحيته على نفسه ما لم يتعد بها على غيره من الكتاب والقراء الآخرين الذين يناقشهم فيما قرأه دون أن تكون قراءته السطحية قد أوصلته إلى شيء إلا إلى الفهم السقيم! فمن القراء السطحيين، من يقرأ سطرا من اول المقال أو الخبر وسطرا وسطه وسطرا من آخره ثم يخطف الكبابة من فم القدر ويظن انه قد فهم المعنى تماما فيبدأ في مناقشة الكاتب أو من حول القارئ نفسه من الزملاء والأصدقاء حول ما فهمه، مع انه يكون بعيدا عن المعاني التي قصدها الكاتب أو عن المعلومات التي وردت في الخبر، ولكن سطحية القراءة جعلت ذلك القارئ يظن أنه قرأ وهو في واقع الأمر لم يقرأ ولو أنه قرأ فلم يفهم لعذر، ولكنه اكتفى بالقراءة السطحية ثم اعتقد انه قد فهم كل شيء ولذلك وجد في نفسه الجرأة على مناقشة غيره ومجادلتهم وتحديهم مع أن فهمه بعيد جدا عن حقيقة ما كتب ونشر!. ومن القراء السطحيين من يبحث عن زاوية الكاتب في الموقع الذي اعتاد أن يراها فيه فإذا اضطرت ظروف الإعلان أو القضية الخبرية لحادث هام على ترحيل بعض الصفحات ومنها الصفحة التي بها زاوية الكاتب، إلى الأمام أو الخلف من الجريدة راح يسأل الكاتب أو الصحيفة عن أسباب عدم نزول مقال فلان، بل إن الكاتب إذا غير صورته القديمة التي تصاحب مقاله المنشور بصورة حديثة فإن بعض القراء السطحيين جدا يبحث عن الصورة القديمة فإن لم يجدها تجاوز مقال الكاتب المزين بصورته الحديثة وظن أنه لم يكتب مقالا في ذلك اليوم وقد يستمر القارئ في غفلته عدة أيام وأسابيع حتى يجد من ينبهه إلى أن الكاتب لم يتوقف عن الكتابة يوما واحدا ولكن صورته القديمة غيرت بجديدة، أما زاويته ومكانها وعنوانها فلم تتغير، وقد حصل لي ذلك شخصيا مع أحد القراء، وعندها يقول الأخ فهمان: الآن فهمت فيستحق التهنئة على ما يتمتع به من ذكاء منقطع النظير لا يملكه حتى بائع المطبق والمعصوب والفطير!. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة