اندلعت اشتباكات عنيفة منتصف نهار الأربعاء في حي باب العزيزية، حيث يوجد مقر معمر القذافي الذي سيطر عليه الثوار الثلاثاء. وارتفعت سحابة كثيفة من الدخان من منطقة مجمع باب العزيزية حيث كانت تسمع أصوات إطلاق رشاشات خفيفة وثقيلة وانفجار قاذفات مضادة للدروع وقذائف هاون. وكانت المعارك تمتد الى حي بوسليم المجاور الذي تراجع الثوار منه. وقال مقاتلون إنهم يناورون بهدف مباغتة مقاتلي القذافي في الحي القريب من فندق ريكسوس حيث يوجد 35 صحافياً أجنبياً محاصرين منذ ثلاثة أيام. وخلا العديد من الطرق في وسط طرابلس بسبب انتشار «عشرات» النقاصة الموالين للقذافي، كما قال مقاتلون من الثوار. وقال قائد إحدى المجموعات نوري محمد «هناك قناصة على المباني خارج مجمع العزيزية، أنهم بالعشرات ولا نعرف أين يتمركزون». وسمع إطلاق نار متقطع ودوي انفجارات طوال الليل تقريباً في طرابلس، بعد أن سيطر الثوار بعد ظهر الثلاثاء على مقر القذافي في باب العزيزية. من جهة أخرى ذكرت تقارير إخبارية أمس أن كتائب العقيد معمر القذافي قصفت مقر القذافي، وذلك بعد يوم واحد من سيطرة الثوار على المقر. وذكرت قناة الجزيرة أن قذائف هاون سقطت على المقر الموجود في منطقة باب العزيزية أطلقت من حي بوسليم المجاور. وقال متحدث باسم الثوار للقناة إن فلول كتائب القذافي تطلق القذائف دون تمييز. وأضاف أبو بكر المصراتي أن أفراد كتائب القذافي يغيرون أماكنهم باستمرار، ولذلك لا يستطيع الثوار الوصول إليهم. كما أطلقت كتائب معمر القذافي عدة صواريخ سكود من ضواحي سرت، مسقط رأس الزعيم الليبي، باتجاه منطقة مصراتة التي يسيطر عليها الثوار، حسب ما أعلن هؤلاء. وجاء في بيان للمركز الإعلامي للمجلس العسكري في مصراتة التي تبعد حوالي 250 كلم الى شمال غرب سرت «أن «صواريخ سكود أطلقت على مصراتة وسمعت انفجارات قوية». من جانب آخر ضيق الثوار الليبيون الخناق على سرت، مسقط رأس معمر القذافي ومعقله، حيث بدأت محادثات مع القبائل المحلية للتوصل الى دخول المدينة بشكل سلمي. وواصلت طلائع من الثوار القادمة من مصراتة تقدمها نحو الجنوب الشرقي على طول الطريق الساحلي المؤدي الى سرت، حسب ما جاء في بيان للمجلس الأعلامي للمجلس العسكري للثوار في مصراتة.