«نحن نقدر روعتك» تلك المقولة ليست ثرثرة قلم ممل أو رجز من عمل الشيطان، هي باختصار الجملة التي تتكرر على مسامع الطلبة والطالبات يوميا في إحدى المدارس الأولية بالولايات المتحدةالأمريكية، سابحة في الأفق، معانقة أسقف وجدران الفصل الدراسي الذي علا أحد زواياه عبارة: أينما تولي وجهك ومنذ نعومة الأظفار والسنين الدراسية الأولى، التحفيز والتقدير لطفل لم يعرف بعد معنى التحدي والصعاب والسقوط والآلام، لا يعرف معنى حرب البقاء في سوق مفتوح على مصراعيه وعالم أعمال لا يرحم الضعيف، لا يدرك أن القادم يحتاج لقدرة على التنافس ولم يعد الحال يسمح بمزيد من الاتكالية ورداءة المخرجات لهذا السوق الخصب!؟ سطر من ذهب في كتاب بناء إنسان.. شاب مميز وموظف ناجح وإداري قادر وقائد قوي لتخطي الأزمات وتولي المهام بكافة أشكالها وأنواعها وألوانها. ترانا سنرى بعد ذلك من يمضي به قارب العمر وقد أصبح من ضمن هؤلاء وقد أضاع الطريق في زحمة البحث عن ذاته مبتغيا الشهرة بأية وسيلة، أو تراه يظهر علينا من ارتدى ثوب شهريار وتقمص دور عنترة وقيس وقد زاد على قصصهم خرافات، بل ألف كذبة وكذبة، وجل حلم العمر غزوة في عالم النساء وفتاة!؟ هل ترانا سنرى شبابنا يتسابقون في الشوارع وقد حولوها إلى ماراثون للموت والدمار وترويع الآمنين.. والهدف الانتصار في سباق الطرقات؟ ليس الحل في جلد الشاب ولا في محاكمته، تلك كلها حلول ننفس فيها عن غضبنا وعن الهلع والصدمة والألم الذي انتابنا حين اكتشفنا أن مجتمعنا المثالي يحمل بينه تلك الوجوه وتلك الأفعال المخيفة. الحل أيها السادة جذري واستراتيجي وحقيقي، بأن نهمس في أذن طفلنا الواعد قبل أن يشتد عوده ونربيه ونعتني به كما نرعى خيولنا التي نجهزها للسباق، مستفيدين من الطاقة الكامنة ورغبة الانطلاق؛ والهدف تحديد ملامح الحلم لكل منهم.. هم شباب المستقبل وأجيال الغد وآباء السنوات الآتية.. هم من سيربي الأجيال القادمة، فإن أردنا يوما أن نعتلي قمم النهضة المشرفة وأن نسير في الطريق الصحيح ونرفع رؤوسنا بعد عشرات السنين من الخذلان والغياب، فليكن الشباب هو المحور والأساس وليكن الفلك الذي تدور حوله خطتنا التنموية وبرامجنا التعليمية.. هم السند والعضد، هم الطاقة النووية التي بوسعها أن تجعل منا القوة العظمى في العالم أو تنفجر لغما في صدورنا فتحيلنا وأحلامنا ومستقبلنا إلى رماد.