اتهم الرئيس اليمني علي عبدالله صالح أمس المعارضة بجر البلاد إلى حرب أهلية، بينما أغلق اليمنيون متاجرهم وأعمالهم في أنحاء اليمن احتجاجا على حكمه. ودعا صالح في خطاب في العاصمة صنعاء الشبان اليمنيين إلى تشكيل حزب سياسي وفقا للدستور، وقال إن اليمن لن يقبل أي وصاية على الإطلاق. وقال الرئيس اليمني إن المعارضة تريد جر المنطقة إلى حرب أهلية لكن الحكومة ترفض الانجرار إليها، مضيفا أن الأمن والأمان والاستقرار من مصلحة اليمن والمنطقة. واعترف صالح بأن الطلاب اليمنيين يسيرون على خطى تونس قائلا ان هناك اختلافا كبيرا في اليمن، ومع هذا فإن حكومته ستلبي مطالب الطلاب في اطار الدستور والقانون. وقال شهود، إن ما يصل إلى 90 في المائة من المحال والأسواق والمدارس أغلقت في مدينة عدن جنوب اليمن، ولم يكن هناك سوى بعض المارة في الشوارع التي خلت تقريبا من حركة السير. كما أغلقت العديد من الأعمال في مدينتي تعز ثالث كبرى المدن اليمنية وأحد مراكز المعارضة للرئيس صالح (69 عاما)، والحديدة على البحر الأحمر. ومن ناحية أخرى، قال شهود إن نحو 6 آلاف رجل وامرأة وشاب ساروا في مظاهرة سلمية في الشوارع الرئيسية في مدينة المكلا في محافظة حضرموت في شرق اليمن مطالبين بنهاية لحكم صالح. وقال أحد المحتجين طالبا عدم نشر اسمه «سنخرج إلى الشارع كل يوم للاحتجاج إلى أن يسقط النظام، لا يمكننا الرجوع للوراء». وتدفق اليمنيون على شوارع صنعاء وتعز امس في مظاهرات مؤيدة ومعارضة لصالح الذي رحب بتحفظ بخطة لمجلس التعاون الخليجي لانتقال للسلطة خلال ثلاثة اشهر. وقال مسؤول يمني أمس ان خطة المجلس المؤلف من ست دول تدعو صالح الى تسليم السلطة لنائب الرئيس في غضون شهر من توقيع الاتفاق، وأن يعين زعيما معارضا لإدارة حكومة مؤقتة مكلفة بالاعداد لانتخابات رئاسية بعد ذلك بشهرين. وتمنح الخطة التي قدمت يوم الخميس حصانة لصالح وأسرته ومساعديه من محاكمة يطالب بها المحتجون الذين تدعوهم الخطة أيضا إلى وقف الاحتجاجات. وفي الشأن الداخلي اليمني، أكد سفير خادم الحرمين الشريفين لدى اليمن علي الحمدان، أن السفارة أجرت اتصالا بالدبلوماسي المختطف سعيد المالكي واطمأنت على أمنه وحالته، مشيرا إلى أن سفارة المملكة تعمل وبشكل حثيث على الإفراج عن الدبلوماسي المختطف. وقال السفير الحمدان في تصريح ل«عكاظ» أمس، أجرينا اتصالا مع الدبلوماسي وتأكدنا أنه في صحة جيدة، موضحا أن هناك وساطات من الجانبين السعودي واليمني للتوصل إلى الإفراج عن الدبلوماسي. وكان مسلحون يمنيون اختطفوا في وقت سابق الدبلوماسي السعودي سعيد المالكي، من وسط العاصمة اليمنية صنعاء، أثناء توجهه إلى مقر عمله في السفارة. في غضون ذلك، أفادت مصادر قبلية لموقع (مأرب برس) اليمني أن سعيد المالكي اختطف من شارع حدة أثناء توجهه إلى مقر عمله في السفارة السعودية. وفي إطار البحث عن حلول للخروج من الأزمة اليمنية، التقى وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان في أبوظبي وزير خارجية اليمن أبوبكر القربي. وجرى خلال اللقاء بحث نتائج زيارة الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية لليمن ولقائه مع الرئيس اليمني علي عبدالله صالح وعدد من المسؤولين في اليمن، كما استمع آل نهيان من القربي إلى شرح عن آخر تطورات الأوضاع في اليمن.