لست أدري، لماذا يريد الهلاليون أن يضيفوا إلى سجل ناديهم إنجازا لا يشرفهم وهو أنهم أكثر الأندية جرجرة للصحافيين في المحاكم؟ فبعد أن طوينا صفحة الزميل عبدالعزيز المريسيل مع الهلال، ها هو الهلال يتهدد ويتوعد الزميل عاصم عصام الدين بشكواه إلى المحكمة، ولا ندري على من سيكون الدور بعد ذلك؟ إن تفرد الهلال دون سواه من مكونات وسطنا الرياضي بتصعيد أي خلاف إلى ساحات المحاكم، وتجاهل الوسائل الأخرى لحل الخلافات في الرأي، وجعل هذا أسلوبا للتعاطي بين الأندية والإعلاميين سيفتح الباب واسعا أمام بقية الأندية والحكام والإداريين وغيرهم لجرجرة الإعلاميين إلى المحاكم، ونحن تعلمنا ومن واقع التجربة أنه ما من بدعة يسنها المبتدعون في وسطنا الرياضي إلا وترتد عليهم طال الزمن أم قصر. كنت أتمنى لو اكتفى الأمير عبدالرحمن بن مساعد بمداخلته في برنامج خط الستة، والبيان التوضيحي الذي أصدره سموه في وقت لاحق حول هذه القضية، والذي وضع فيه النقاط على الحروف فهذا في اعتقادي إجراء مناسب وكاف لجلاء الحقيقة وتظهير موقف سموه الصحيح أمام الرأي العام، ولا أرى أي داع للذهاب أكثر من ذلك. أنديه كثيرة تعرضت ورموزها للنقد الجارح والافتراء والتجني والتشهير والاتهامات الكاذبة ولم ترفع في وجه الإعلاميين سلاح المحاكم، واختارت أن ترد على الصحافيين في ساحتهم الإعلامية وقارعتهم الحجة بالحجة، وأقصى ما ذهبت إليه هو المقاطعة، لأنها وبوعي وإدراك كاملين لخطورة استسهال الاحتكام للقضاء أحجمت عن هذا الخيار واكتفت بمواجهة الإعلاميين في ميدانهم، لا جرجرتهم للمحاكم. أقول ذلك ليس دفاعا عن الزميل عاصم عصام الدين فهو أقدر مني في الدفاع عن نفسه فضلا عن أنه لم يرتكب جرما نخشى بسببه عليه من مواجهة التقاضي، ولكن لقناعتي التامة في أن هذه البدعة لا موجب ولا مبرر لها، وهي إن لم تضر بسمعة الهلال ورجالاته فلن تخدمهم. هذا من جانب، ومن جانب آخر أود هنا أن أذكر بالأمر الملكي رقم 14947 /ب تاريخ 7/11/1430 الموجه إلى وزير العدل والذي ينص صراحة على عدم نظر المحاكم الشرعية في القضايا ذات الطابع الإعلامي والثقافي، وأن جهة الاختصاص في قضايا الإعلاميين هي وزارة الثقافة والإعلام. بوصلة: ما يواجهه نادي الهلال هذه الأيام من انتقادات واتهامات وشائعات يبدو بالمقارنة مع ما واجهه نادي النصر من الإعلام الأزرق، هينا ومتواضعا، فعلى مدى العقود الثلاثة الماضية واجه نادي النصر ورجاله ورموزه ونجومه من الإعلام المحسوب على نادي الهلال حملات منظمة، ومنتظمة، ذهبت بعيدا في تجنيها وشراستها، ومع هذا كان صبر النصراويين أكبر، ولم يفكر أحد من هذا الكيان بالهجرة. [email protected]