هل لا زال ثمة مكان للرومانسية في السينما العالمية كما عشناها في سبعينيات القرن الماضي؟ الذي كان من أهم عطاءاته في هذا النحو الفيلم الشهير قصة حب «Love Story» لريان اونيل والي ماكغرو الذي صور في العام 1970 والذي اعتمد مؤلفه ومخرجه الموسيقى منهجا للفيلم حتى كاد الديالوج فيه أن يكون موسيقيا دون كلام، دون حوار في معظم مشاهده.. وكان الفيلم من أفلام النشأة السينمائية بالنسبة لجيلنا والانفتاح إلى السينما العالمية تحديدا كما هو الحال مع فيلم «صوت الموسيقى». في محاولة للإجابة على السؤال: هل من عودة لرومانسية السينما بعد أن تسيدت أفلام الأكشن أجواء السينما العالمية ومشهدها العام، تزامنا مع إيقاع الحياة وسرعتها وضجيجها بشكل عام؟.. جاءني الجواب وأنا في مقعدي بالطائرة اللبنانية العائدة من بيروت، حيث قادني الريموت كونترول إلى فيلم أمريكي جديد تم تصويره في إيطاليا ولم يطرح بعد وهو من الأفلام الرومانسية المرتبطة بالسياحة وكثيرة هي الأفلام العالمية من هذا النوع، إلا أن رومانسيته جاءت منفذة بشكل جد مختلف الذي يجيء في سياق رومانسي أكثر من رائع من واحدة من قصص الحب والرومانسية المفعمة بالأحاسيس التي نكاد نيقن أنها انتهت من حياتنا اليومية وبرامج علاقاتنا. كان السياق يحكي عن صحافية وباحثة شابة تتابع تقريرا صحافيا لها في إيطاليا يرافقها خطيبها الشاب الذي يمتهن العمل في المطابخ الكبرى، ويسعى بدوره إلى الإتيان من إيطاليا بالمواد الزراعية الأساسية ضرورة مهنته، وهنا تلتقي الشابة بإيطالي شاب حفيد لسيدة عجوز تجاوزت التسعين، كانت لها قصة حب لم تنته وهي يافعة عندما أرسلت برسالة قديمة محشورة في جدار آلهة رومانية مزعومة تحل مشكلات الناس العاطفية وهي لم تزل في الخامسة عشرة تطلب فيها أن يخطبها حبيبها المزارع، ذاك الشاب المفتول العضلات، وتكتشف بطبيعة الحال أن الموضوع كله لا يعدو كونه لعبة مطبوعة صحافية في إيطاليا، تأخذ تلك الرسائل وتجيب العشاق المليئين بالأمنيات في تحقيق أحلامهم على أنها آتية من تلك الآلهة المزعومة التي تحقق ما يريدون، حيث تنشب شباك عاطفية حول العلاقة بين الصحافية الشابة وحفيدة هذه العجوز. الخلاصة التي أريد الوصول إليها أن الرومانسية مفقودة.. مفقودة في السينما العالمية وإذا جاء فيلم رومانسي بمعنى الكلمة نحتفي به احتفاء اليتيم بكعكة في يده. فاصلة ثلاثية يقول الفلاسفة عن المرأة: الفرنسية قصة غرامية، الألمانية قصة واقعية، الروسية قصة شعبية، والمصرية قصة خيالية. ويقول الأستراليون: في سن الخمسين تبلغ المرأة سن اليأس، فلا يتطلع إليها إلا من يعتقد أنها تخفي كنزا يستطيع استثماره. ويقول الأستراليون أيضا: عندما تبلغ حواء سن الخمسين، تكون قد وضعت إحدى قدميها على أعتاب الشيخوخة وأصبحت الحياة في نظرها قصة تبحث عن نهاية سعيدة وهادئة، ومن أجل هذا لا تضن عليها الطبيعة بنظرة جميلة تترك الناس حيارى في سرها وحقيقة عمرها.