يقدم مهرجان الشرق الأوسط في دورته الحالية وضمن مسابقة الأفلام الروائية الطويلة ثمانية عشر فيلماً من جنسيات مختلفة يبرز فيها التنوع في الأسلوب والأفكار. وتتنقل موضوعاتها بين السياسة والاجتماع وقصص الحب والعلاقات الإنسانية على اختلافها مشاربها. وقد حملت هذه الأفلام تواقيع مخرجين متألقين من بينهم المخرج السوري حاتم علي والفلسطيني إيليا سليمان والإيراني بهمن غوبادي. وفي هذا التقرير نستعرض نخبة من الأفلام المشاركة في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة والتي يتوقع أن تثير جدلاً بسبب جرأتها وذكائها في نقد المجتمع الشرقي وتعريته: الليل الطويل هو ثاني فيلم سينمائي طويل يخرجه السوري حاتم علي بعد الفيلم الغنائي "سيلينا". ويحكي فيلم "الليل طويل" قصة ثلاثة سجناء سياسيين يطلق سراحهم فجأة فيتوجهون إلى منازلهم ويعيشون مع أهلهم في حرية كاملة إلى أن يكتشفوا أن للحرية ثمناً لابد أن يدفعه المرء خاصة لمن قضى زمناً طويلاً تحت وصاية إدارة السجن. يقوم بالبطولة نخبة من الممثلين السوريين: خالد تاجا, أمل عرفة, نجاح سفكوني, باسل خياط, رفيق سبيعي, سليم صبري إضافة إلى مشاركة حاتم علي كممثل. لا أحد يعرف بأمر القطط الفارسية يقدم المخرج الإيراني بهمن غوبادي في هذا الفيلم نظرة جريئة إلى عالم الموسيقى المستقلة في إيران والمتمردة على قيود المجتمع والدين والسياسة. ويتعقب غوبادي في فيلمه شابيّن موسيقيّين يكتشفان أن ممارسة فنهما في وطنهما يكاد يكون مستحيلاً فيخططان للهرب. الفيلم سبق عرضه في الدورة الماضية لمهرجان كان السينمائي وقد أثار حينها جدلاً كبيراً أدى إلى اختيار المخرج لحياة المنفى والهرب من بلاده كما فعل بطلا فيلمه. ابن بابل يحكي الفيلم قصة طفل صغير يصرّ على السفر مع جدته العنيدة عبر مدن وقرى العراق بحثاً عن قريبهما المفقود. وتكشف رحلتهما عن مأساة العراق الرازح تحت الاحتلال. مخرج الفيلم هو العراقي محمد الدرادجي المولود في بغداد والذي درس السينما في هولندا وبريطانيا. الزمن الباقي يحكي المخرج الفلسطيني المعروف إيليا سليمان في فيلم "الزمن الباقي" قصة العرب في داخل الدولة الإسرائيلية منذ بداية الاحتلال عام 1948 وإلى اليوم استناداً إلى ذكرياته ومذكرات والده. وذلك من خلال قصة شاب فلسطيني متمرد يعود إلى بلدة الناصرة من منفاه الإجباري ليجد أهلها وقد تبلّد إحساسهم ورضخوا للاحتلال. المخرج إيليا سليمان حاز على جائزة التحكيم من مهرجان كان السينمائي عام 2002 عن فيلمه "يدٌ إلهية". المسافر افتتحت الدورة الحالية من مهرجان الشرق الأوسط مساء أمس بهذا الفيلم الذي لفت الأنظار منذ مشاركته في المسابقة الرسمية في مهرجان البندقية السينمائي كأول فيلم من إنتاج مصري يحقق هذا الشرف. مخرج الفيلم هو المصري أحمد ماهر الذي درس الرسم والسينما في روما والحاصل على جائزة روما الكبرى للإبداع الفني السينمائي عام 2002 وذلك قبل إخراجه لأول أفلامه الروائية الطويلة "المسافر" عام 2009. ويروي ماهر في فيلمه قصة ثلاثة أيام من حياة شخصيته الرئيسية "حسن", أولها يقع عام 1948 حين تعرف على حب حياته, والثاني عام 1973 حين التقى بفتاة يعتقد أنها ابنته, والثالث عام 2001 ويلتقي فيه وهو مسن بشاب اسمه علي يجد شبهاً كبيراً بينه وبين حبيبته القديمة يجعله يؤمن بأنه حفيده.. وهكذا تتداعى الذكريات الحميمة إلى عقل "حسن" في رحلته الطويلة للبحث عن هويته قبل أن يحين موعد وفاته. ويلعب بطولة الفيلم كل من: عمر الشريف, عمرو واكد, خالد النبوي وسيرين عبدالنور. ابن بابل خالد النبوي وسيرين عبدالنور في «المسافر» نجاح سفكوني في فيلم «الليل الطويل» غلاف فيلم «الزمن الباقي»