رحب الرئيس اليمني بمبادرة مجلس التعاون الخليجي والتعامل معها بإيجابية في إطار الدستور، مؤكدا تمسكه بالشرعية الدستورية وفاء لجماهيره. وأبدى أمام مئات الآلاف من أنصاره في ميدان السبعين أمس رفضه التام لما وصفه بالعمليات الإنقلابية على الحرية والديمقراطية والتعددية السياسية، والانقضاض على السلطة وعلى مكاسب ثورة ال 26من سبتمبر، 14 أكتوبر، و 22 مايو». واتهم الرئيس علي عبدالله صالح المعارضة بالهجوم على البنوك ووزارة الخارجية وعلى ما وصفها ب«بإنجازات 49سنة»، مؤكدا بالقول: «سنواجه التحدي بالتحدي، ونحن حريصون كل الحرص على عدم إراقة الدماء، ولكننا سنواجههم بكل الوسائل، ودون البندقية، لأن البندقية ممكن نتحكم بها اليوم، ولكننا لن نتحكم بها غدا»، مستدركا: «لكننا نرفض الحروب وإراقة الدماء». وطالب أنصاره بالصمود أمام وما وصفه ب«العناصر المتهالكة والمرتدة والجبانة»، محذرا: «عليكم بالصمود كما صمدتم في ملحمة السبعين وحرب صيف 94م». وحث رئيس المركز الإعلامي في حزب المؤتمر الشعبي العام طارق الشامي في كلمة أمام المتظاهرين دول مجلس التعاون الخليجي على إجبار المعارضة على العودة إلى الحوار. وحشد حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم الآلاف من أنصاره فيما أطلق عليه ب«جمعة التصالح» وسط تشديد أمني غير مسبوق، بينما تقاطرت جموع المعارضة وشباب التغيير بمئات الآلاف إلى أكبر شارع في العاصمة صنعاء، في يوم أطلقوا عليه «جمعة الفرصة الأخيرة». ويحتدم ذلك بعد يوم من عرض أمين عام مجلس التعاون الرؤية الخليجية على السلطة والمعارضة، والمتضمنة تشكيل حكومة وحدة وطنية على أساس 50 في المائة للحزب الحاكم، 40 في المائة للمعارضة، و10 في المائة للأطراف الأخرى، فضلا عن انتقال السلطة من الرئيس إلى نائبه خلال 30 يوما. وكان شباب الساحات أعلنوا عن تشكيل المجلس الأعلى لقيادة الثورة الشبابية الشعبية، وشارك فيه أكثر 220 ائتلافا من جميع المحافظات اليمنية. ووعد الرئيس اليمني علي عبدالله صالح بالتعامل الإيجابي مع المساعي الخليجية، وبما يحقق لليمن أمنه واستقراره ووحدته، ويخدم المنطقة برمتها. وفي محافظة مأرب شرقي البلاد، أوضح مصدر مطلع ل«عكاظ» أن أشتباكات عنيفة دارت بين قوات من الحرس الجمهوري ومسلحين قبليين أمس على الطريق المؤدي إلى صنعاء، مشيرا إلى تواتر أنباء عن سقوط ضحايا من الطرفين، وإعطاب ثلاث دبابات. وأفاد بأن فرقا عسكرية تضم أسلحة ثقيلة بينها دبابات تتجه إلى الطريق الرئيس لإزالة نقاط التفتيش التي أقامتها القبائل بغرض حماية الطريق الواقعة على بعد نحو 15 كيلو من مدينة مأرب. وكانت القوات الأمنية أنسحبت من النقاط الأمنية، وذلك بعد إصابة محافظ المحافظة العميد ناجي الزايدي قبل أكثر من شهر وسيطرة عناصر قبلية على تلك المدينة النفطية، والتي تغذي المدن اليمنية بالغاز والكهرباء، وعمدت إلى استحداث نقاط والعمل على تفتيش السيارات الداخلة إلى المحافظة والخارجة منها.