صعَّد أمس الشبان المعتصمون في «ساحة التغيير» أمام جامعة صنعاء احتجاجهم المناوئ لنظام الرئيس اليمني علي عبدالله صالح، وخرج مئات الآلاف منهم إلى شارع الستين القريب من الساحة، لأداء صلاة الجمعة التي أطلقوا عليها «جمعة الفرصة الأخيرة»، في مسعى لإظهار حجم الاحتجاج في شارع مفتوح وخال من الخيام. وفي المقابل احتشد مئات الآلاف من انصار النظام في مهرجان «جمعة التصالح»، وخطب فيهم الرئيس مؤكداً أنه سيواجه «التحدي بالتحدي» لكنه «يرفض إراقة الدماء». وجدد علي صالح ترحيبه بالمبادرة الخليجية لحل الأزمة، مبدياً حرصه على التعامل الإيجابي معها في إطار الشرعية الدستورية، وخاطب مؤيديه بالقول: «نؤكد لكم تمسكنا بالشرعية الدستورية وفاء لجماهير شعبنا الرافضين رفضاً كاملاً للعمليات الانقلابية على الحرية والديموقراطية والتعددية السياسية». وأضاف أن «هذه الحشود الهائلة للمواطنين الذين توافدوا من جميع محافظات الجمهورية خير ردّ من جماهير شعبنا اليمني على من يسعون إلى الانقلاب والذين يريدون الانقضاض على السلطة وتدمير مكاسب الثورة والوحدة اليمنية». وأشار الرئيس اليمني إلى تصريحات أطلقتها بعض القيادات في أحزاب المعارضة المنضوية في تحالف «اللقاء المشترك»، وقال: «كما سمعتم الدعوات التي بثتها وسائل الإعلام لقيادات في المشترك تحرِّض على الزحف على البنوك وعلى وزارتي النفط والخارجية لينقضّوا على مكتسبات الشعب وعلى انجازات 49 عاماً من عمر الثورة اليمنية المباركة، تنقض عليها تلك العناصر المتهالكة التي تتآكل يوماً بعد يوم أمام صمود جماهير شعبنا وإرادتهم الصلبة التي تتحطم عليها كل المؤامرات». وختم بالقول «سنواجه التحدي بالتحدي، ونحن حريصون كل الحرص على عدم إراقة الدماء». وفي شارع الستين، الذي يتصل بميدان السبعين من جهة الجنوب، تجمع مئات الآلاف من المحتجين لأداء صلاة «جمعة الفرصة الأخيرة»، في حشد غير مسبوق، امتد من أمام مقر الفرقة الأولى المدرّعة شمالاً وحتى جولة عصر جنوباً، بطول يقدَّر بثلاثة كيلومترات. وتحدث خطيب الجمعة الشيخ الدكتور صالح البيضاني عن الفساد المستشري في مفاصل الدولة، وأشاد بالجهود الخليجية لحلِّ الأزمة في البلاد، داعياً دول مجلس التعاون الخليجي إلى «الوقوف مع مطالب الشعب اليمني المشروعة في التغيير». وشهدت المدن الرئيسية في سائر المحافظات اليمنية حشوداً مماثلة دعت إلى إسقاط النظام وأكدت رفض أي مبادرة حل لا تنص على تنحّي صالح فوراً، في حين أشارت مصادر محلية في محافظة حجة (شمال غرب البلاد) الى مقتل أحد المتظاهرين وإصابة العشرات بجروح على أيدي قوات الأمن التي فرّقت مسيرة كانت متوجهة من وسط المدينة إلى ميدان يعتصم فيه آلاف المحتجين. على صعيد آخر، قتل 20 جندياً يمنياً وجرح عشرات آخرون خلال الساعات الاربع والعشرين الماضية، في هجمات عدة شنها مسلحون يُعتقد انهم ينتمون الى تنظيم «القاعدة». ولقي 11 جندياً مصرعهم وأصيب 19 آخرون بجروح في مأرب، وقال مسؤول امني إن «عناصر من القاعدة نصبوا كميناً لدورية عسكرية في مأرب قرب صفار»، حيث توجد حقول نفطية. كذلك وقعت اشتباكات بين مسلحين قبليين وجنود في مأرب. وقال مسؤول ومصدر قبلي «قتل جنديان وأصيب اثنان آخران وأسر ثلاثون». كما أصيب ستة من افراد القبائل بجروح. وأدت مواجهات اخرى بين الجيش وعناصر قبلية الى مقتل ثمانية اشخاص بينهم ستة جنود في محافظة لحج في الجنوب الخميس. واندلعت المعارك عندما هاجم مسلحون مركز لابوس العسكري، الذي طالبوا بإزالته. وفي زنجبار في محافظة أبين، أطلق مجهولون النار على جندي عند حاجز تفتيش فقتلوه.