جدد الرئيس اليمني علي عبدالله صالح ترحيبه المشروط بالمبادرة الخليجية لحل الأزمة في البلاد، فيما دعا المعارضون إلى إضراب عام اليوم. وأكد صالح أنه سيتم التعامل الإيجابي مع مضمون المبادرة الخليجية وفق الدستور وفي إطار الشرعية الدستورية، مما يعني تمسكه ببقائه رئيساً حتى نهاية ولايته الرئاسية في 2013. وأضاف مخاطباً مؤيديه في ساحة السبعين بعد صلاة الجمعة في تظاهرة أطلق عليها جمعة التصالح "هذه الحشود الملايينية للمواطنين الذين توافدوا من جميع محافظات الجمهورية خير رد من جماهير شعبنا على من يسعون إلى الانقلاب على الشرعية الديموقراطية والدستورية ومن يريدون أن ينقضوا على السلطة ويدمروا مكاسب ثورة 26 سبتمبر و14 أكتوبر (ثورتي اليمن في الشمال والجنوب) و22 مايو"، في إشارة إلى تحقيق دولة الوحدة عام 1990. واتهم صالح المعارضة بالزحف على البنوك وبعض المؤسسات الحكومية، داعيا أنصاره إلى "مواصلة الصمود أمام تلك العناصر المتآكلة والمرتدة كما صمدوا في ملحمة السبعين وفي حرب الدفاع عن الوحدة في صيف 94". وقال "سنواجه التحدي بالتحدي، ونحن حريصون كل الحرص على عدم إراقة الدماء ودون استخدام البندقية لأن البندقية من السهولة أن تنطلق منها الرصاصة اليوم ولكن لا نستطيع أن نتحكم فيها غدا ولن نستطيع أن نتحكم فيها في اليوم الثاني، فالطلقة الأولى من السهل أن تنطلق". في هذه الأثناء احتشد ما يزيد عن المليون من المطالبين بإسقاط النظام ورحيل الرئيس صالح، في شارع الستين القريب من ساحة التغيير في صنعاء لأداء صلاة الجمعة التي أطلق عليها "جمعة الفرصة الأخيرة". وحث خطيب الجمعة الدكتور صالح الضبياني المصلين على الصبر والثبات، لأن سنة التغيير تتطلب من أفرادها الثبات على الحق والمبدأ. وتقدم الضبياني ب "الشكر للأشقاء في دول الخليج العربي لجهودهم على تجنيب اليمن المحن". وقال "في الوقت الذي نتقدم بالشكر الجزيل لهم نهمس في أذنهم أنه يجب أن ينظروا إلى الشعب ويحققوا مصالحه ولا يرتبطوا مع شخص فالأشخاص يرحلون ويزولون والشعوب تبقى ومصالحهم ستكون عبر هذه الشعوب الحية الشريفة". من جانب آخر اكتظت الساحات العامة في 17 محافظة يمنية بملايين المتظاهرين الذين شاركوا في مسيرات احتجاجية غاضبة أعقبت صلاة أمس الجمعة "جمعة الفرصة الأخيرة". وفي عدن أحيا الآلاف من أبناء المحافظة أمس "جمعة القرارات الأممية المتعلقة بالقضية الجنوبية" استجابة لدعوة "شباب ثورة 16 فبراير". ورفع المشاركون في المظاهرة التي انطلقت من ساحة الشهداء بمديرية المنصورة وطافت شوارع مديريات المنصورة والقاهرة والشيخ عثمان اللافتات المطالبة برحيل صالح بشكل فوري وحل القضية الجنوبية حلاً عادلاً. وشارك المئات من أنصار الحراك الجنوبي في المظاهرة التي شهدتها محافظة عدن مساء أول من أمس لإحياء فعالية يوم المعتقل الجنوبي والمطالبة بفك الارتباط وإطلاق سراح المعتقلين في سجون الأمن وعلى رأسهم القيادي حسن باعوم المحتجز في صنعاء منذ فبراير الماضي. وردد المشاركون في المظاهرة التي طافت الشوارع الرئيسة والفرعية بمديرية صيرة ورُفعت فيها أعلام دولة الجنوب الهتافات المطالبة بفك الارتباط وإعطاء أبناء الجنوب حقهم في تقرير مصيرهم، وقيام السلطات اليمنية بالإفراج الفوري عن القيادات الجنوبية المحتجزين منذ انطلاق فعاليات حركتهم المطالبة باستعادة دولة الجنوب التي دخلت الوحدة في عام 1990. من جهة أخرى، قتل 22 جنديا يمنيا في عدة هجمات بحسب حصيلة جديدة أعلنها مسؤولون عسكريون أمس. وقال مصدر أمني إن مجهولين أطلقوا النار وقتلوا جنديا في زنجبار، في محافظة أبين جنوب اليمن. كما نصب ناشطون من القاعدة كمينا لدورية عسكرية في مأرب قرب صفار، مما أدى إلى مقتل 11 جنديا. ودارت مواجهات بين مسلحين قبليين وجنود في مأرب. أسفرت عن مقتل جنديين وإصابة اثنين آخرين وأسر ثلاثين، فيما أصيب ستة من أفراد القبائل. وأدت مواجهات أخرى بين الجيش وعناصر قبلية إلى مقتل 8 أشخاص بينهم ستة جنود في محافظة لحج أول من أمس، وفق حصيلة أعلنت أمس. واندلعت المعارك عندما هاجم مسلحون مركز لابوس العسكري الذي طالبوا بإزالته.