«تثبيت صورة الكتاب في الخارطة الذهنية للأشخاص بأهمية القراءة نفسها» عبارة التقطتها الباحثة الشابة سارة الحبشي التي لم تتجاوز ال21 ربيعا لتجعل منها إحدى الخطط المقبلة لنادي «الفالوذج للقراءة» الذي أنشأته. كانت القراءة هاجس الحبشي في طفولتها، فأدركت أهميتها وفائدتها باكرا، ولذلك اختارت أكثر ما يفتقده المجتمع وهو القراءة مجالا لنشاطها الثقافي، مشيرة أن أول كتاب قرأته رواية لكاتب برازيلي، ثم كتاب «السجينة» للكاتبة المغربية مليكة أفقير ولم يتجاوز عمرها ال14. وعن فكرة إنشاء ناد للقراءة، تقول الحبشي: قرأت ذات مرة أن «مجموعات القراءة» من أفضل الوسائل للتشجيع على القراءة والتحفيز لمناقشتها. فكان إنشاء نادي «الفالوذج للقراءة» بمثابة خطوة أولية لنشر ثقافة القراءة بين فئة الشباب ولمست ثمارها خلال سنة. بدأت الفكرة بالإعلان عنها على موقع الfacebook، وكان العدد قليلا حيث انضم خمسة أعضاء فقط للمجموعة، وبعد مرور عدة أشهر بدأ العدد في التزايد، وبدأ تنظيم النادي أكثر حتى أصبح يقسم لمواسم، مدة الموسم الواحد أربعة أشهر يتم خلالها مناقشة كتاب كل شهر، واستضافة بعض الشخصيات للاستفادة من خبراتهم الثقافية، وبعد توزيع المهام بين الأعضاء الأساسيين، يتم اختيار كتاب الشهر عن طريق الاقتراع والتصويت بالتعاون مع مسؤول الكتب. وتضيف سارة «كنا نقرأ في جميع المجالات من روايات وسير ذاتية لبعض الشخصيات وتطوير الذات أو حتى الكتب الدينية، وبعد أن أصبح العدد يفوق ال20 عضوا للموسم الواحد، منهم الأعضاء المؤسسون ومنهم المترددون على النادي بين الفينة والأخرى أو من يشترك لموسم واحد فقط». ومن الأعضاء الذين ما زالوا محفورين في ذاكرة سارة، كفيف يدعى إلياس، فرغم أنه لا يرى إلا أنه يعشق القراءة وتفوق على غيره من الأعضاء في ثقافته الواسعة «لقد أذهلني بعدم يأسه وحبه للكتب». وهناك بعض الشخصيات المميزة التي تركت أثرا بالغا بحضورهم وحديثهم في «الفالوذج» كالدكتورة إزدهار حريري رئيسة الجمعية السعودية للقراءة، وحديثها عن أندية القراءة وأهميتها، والكاتبة والشاعرة علا باوزير وتجربتها مع القراءة والكتب، وقصة نجاح المهندس يوسف حجازي والكاتب الصحافي أمجد المنيف وحديثه عن الكتابة والمدونات، والإعلامي كمال عبدالقادر وحديثه عن الأديان وإعادة قراءة الإسلام وغيرهم كثير. ورغم انتشار القراءة عبر المحاضرات والمؤسسات التعليمية والبرامج التلفزيونية، إلا أن الحبشي ترى أن نسب القراءة في العالم العربي ماتزال متدنية. وترى الحبشي أن مفهومها للعمل الطوعي لايقتصر على تعبئة الكراتين أو توزيع المواد الغذائية أو حتى قضاء بعض الوقت في الملاهي مع الأيتام، بل يشمل ماهو أوسع من ذلك، «حاولت مرارا أن أمثل العمل الطوعي بمفهومه الشامل كي أخدم مجتمعي بما يرفع مستواه على جميع الأصعدة الاجتماعية والثقافية والفكرية وإلى ما لانهاية، حيث تفتقر غالبية أعمالنا الطوعية إلى التخصصية والإتقان».