غياب اللاعبين عن تدريبات أنديتهم والابتعاد إلى خارج الحدود وما يطلقونه تحت مسمى «الحرية الشخصية»، قضية شائكة أجبرتنا على فتح ملفاتها وأخذ مرئيات أصحاب الشأن من مسؤولين وإداريين والقصد في ذلك ليس توجيه الانتقاد إلى لاعب بعينه أو إداري بصفته الإدارية بل الهدف من طرح القضية الوقوف على الأخطاء التي تحول دون العمل الاحترافي وحلها في المستقبل القريب. بداية تحدث نائب رئيس النصر عامر السلهام عن الإشكالية، حيث قال إن اللاعب السعودي يتمتع بثقافة عالية وحس كبير من المسؤولية، وهو أهل للثقة التى تعطى له من قبل إدارة ناديه، فاللاعب المحترف هو لاعب بمعني الكلمة وليس عاملا يتم حجز جوازه او بطاقته لدى المسؤول عنه، ونحن نتعامل برقي عال، وفي حالة تأخره، سواء كان خارج حدود الدولة أو المدينة أو تواجد في الداخل بحسب اللوائح الداخلية التي يسير عليها النادي، فاللاعب مجاز وفي إجازة من إدارة النادي والجهاز الفني فإنه حر، وما نشاهده الآن من بعض التصرفات لا تمثل 1 أو 2% من اللاعبين الذين يطبقون الاحتراف بحذافيره. وعرج السلهام إلى أن اللاعب المحترف نتعامل معه بثقة متبادلة لا يشوبها تصرف فردي يمثل الشخص نفسه وليس جميع اللاعبين. اللوائح لا تجيز من جانبه، أكد نائب رئيس نادي الاتحاد والمشرف على جهاز الكرة محمد اليامي أن اللاعب حر في إجازته كيف ما شاء ولا يوجد نظام أو لوائح محددة تجبر إدارة النادي على حجز جواز اللاعب في خزينة النادي إلا في حالات محددة منها عندما يكون هناك مغادرة جماعية للفريق إلى معسكر معين أو مباراة خارج المملكة لعمل التأشيرات، وفي غير تلك من الحالات لا يمكن القبض على الجواز الخاص باللاعب، وأضاف أنه عند تأخر لاعب معين عن التدريبات بعد العودة من الإجازة دون عذر مسبق ودون النظر إلى رسائل SMC التي تسبق حضور اللاعب، فيتم معاقبته بحسب اللوائح الداخلية، واستبعد اليامي أن تكون لشخصية المدرب أو الإداري دور في ذلك. فيما صادق مدير الكرة في النادي الأهلي طارق كيال على حديث محمد اليامي في أن اللاعب حر في جميع تصرفاته وإجازاته خارج النادي، والمفترض أن نحرص على اللاعب في حدود الملعب فقط وليس خارجه، فالنظام الدولي ليس له وقفات على الإجازات والسفريات والقصات وغيرها الكثير، بل ما يلزم هو أن يطبق لوائح النادي الداخلية بشكل جيد، لتواجد مبدأ العقاب والثواب، مضيفا: نريد أن نتقدم إلى الأمام وليس إلى الخلف بالنظر في سفر اللاعب وحجز جوازه، فكيف تحجز جواز اللاعب وهو قادر على السفر ببطاقته إلى دول الخليج، وأرى أن تطبيقنا لحجز جواز اللاعب سيعيدنا إلى نظام «الحواري» وليس إلى عهد الاحتراف، واستشهد كيال باللاعب الأوروبي الذي يذهب لعمل دعائي لمدة أيام محددة فيتم الاستعانة بمدرب لياقي يهتم باللاعب خلال الفترة التي يقضيها في العمل التلفزيوني، وهذه ميزة اللاعب الأوروبي، ليدل على أن ثقافة اللاعب هناك تختلف عنها في حدود وطننا العربي، ورفض كيال رفضا قاطعا قبول رسائل الجوال في حالة غياب اللاعب عن التدريب بل يجب عليه إخبار إدارة النادي أو إدارة الفريق قبل ذهابه إلى الإجازة، مؤكدا التعامل مع اللاعب كموظف له حقوق وعليه واجبات يجب العمل بها، وختم كيال حديثه بأن اللاعبين الذين يكررون الغياب على مستوى الأندية السعودية محدودون وليسو أغلبية. عقلية احترافية من جهته، أوضح مدير المركز الإعلامي في نادي الهلال عبدالكريم الجاسر أن الغيابات التي تشير لها لا يعاني منها نادي الهلال فهو يعمل بمنظومة عمل مميزة وقائم على حس احترافي منظم ومخطط له من قبل القائمين على تلك المنظومة الهلالية، وقال إن لاعبي الهلال على وجه الخصوص يمتلكون عقلية وفكرا احترافيا مرموقا يميزهم عن باقي الفرق، حيث لا يوجد إشكاليات معينة وذلك بفضل تطبيق الأنظمة واللوائح الداخلية مما انعكس على تحقيق الفريق لبطولات كثيرة، مشيرا إلى أن الهلال يتعامل بمبدأ احترافي عال، حيث يستجيب بتسليم اللاعبين لجوازات السفر في الإجازات الطويلة وفي حالة طلب اللاعب لجواز سفره من إدارة النادي، والعقلية الاحترافية في نادي الهلال أو أي ناد آخر تبنى على مبدأ الثواب والعقاب وذلك سيعود بالنفع على اللاعب المحترف، فهناك التزام والنظام موجود من الجانبين اللاعب وإدارة النادي، وأشار الجاسر إلى أن بعض الحالات الفردية التي ربما تحصل من لاعب معين يتم النظر لها إما بالقبول أو الرفض وفرض عقوبات حسب اللوائح، ويتميز الهلال عن غيره من الأندية بصفوة اللاعبين المميزين ذوي العقلية الاحترافية الكيبرة والفكر العالي، إضافة إلى أن الهلال يطبق اللوائح الداخلية بحذافيرها ولا تعتمد على اجتهادات، وبشكل عام هناك عمل كبير يهتم بالالتزام وهو معلن ومحسوس، ورفض الجاسر ارتباط غياب اللاعب على شخصية المدرب أو الإداري بل هناك منظومة موجودة ولائحة تطبق لا يمكن تغييرها بل يتم تغيير المدربين والإداريين وهي ثابتة لا تتغير. سلوك غير حضاري فيما كان لوليد الناجم إداري فريق القادسية رأي آخر، عندما ذكر أن ما يقوم به اللاعب من تصرفات فردية تعتبر سلوكا غير حضاري، ويعتمد على عقلية اللاعب، ومدى معرفة اللاعب لمفهوم الاحتراف الحقيقي، ولنا في محمد الشلهوب المثل الأبرز فحين يوقع اللاعب مع شركة إعلانية ويكون هناك عمل تلفزيوني خارج حدود الوطن فإن اللاعب يتحدث مع إدارة ناديه بخطاب يذكر فيه المدة التي يقضيها في الخارج وموعد العودة إلى التدريبات، وهذا أنموذج يجب أن يحتذى به، وقال «نحن في القادسية نحتفظ بجوازات اللاعبين في خزينة النادي باستثناء اللاعب الذي يقدم خطابا إلى إدارة النادي ويسلم جوازه ويتم تحديد عودته، وفي حالة الغياب يتم تطبيق اللائحة الداخلية من قبل النادي»، ورفض الناجم مسألة تسليم اللاعبين جوازاتهم في جميع الأوقات بل تكون في حوزة النادي، مشيرا إلى أن اللاعب الناجم ذي العقلية الكبيرة هو أكثر اللاعبين انضباطا ومسؤولية بعكس اللاعب الذي لا يعرف مدى مسؤوليته وتصرفاته الفردية التي ربما تنهي مسيرة اللاعب في أي وقت، مؤكدا أن لشخصية المدرب والإداري دور في الانضباط، وخوف اللاعب من المدرب ومن ذهاب مركزه للاعب آخر، رافضا مسميات عامل أو محترف، وما يطبق عمل احترافي وليس تعسفيا.