من الأوامر الملكية المهمة التي صدرت قبل أيام، الأمر الذي يقضي بإنشاء «الهيئة الوطنية لمحاربة الفساد» وبما أنها وليدة وجديدة، فستكون طبيعة عملها في منتهى الجسامة والصعوبة، والتي ستنهض به «الهيئة» لأنها حديثة عهد وتحتاج لكوادر إدارية وفنية، وتعاونا شاملا معها، بدءا من المؤسسات الخدماتية كالهيئات والوزارات والمباحث الإدارية، لتكتمل منظومة التعامل على أرض الوقع، وحتى المواطن العادي لا يستغنى عن مشاركته بالإبلاغ عن مواطن خلل الفساد لسد كافة الطرق المؤدية لتغلغله في الاقتصاد الوطني والعبث بخيرات ومقدرات الوطن في المشاريع التنموية التي لعب الفساد دوره في ركاكة إنجازها وتسبب في تعثرها ونموها الناجم عنه سرقة المال العام بوسائل الرشوة والإتاوات التي أخلت إخلالا مدمرا في منظومة العمل النزيه، التي كانت ولا زالت تنشده الدولة حينما وضعت الثقة والأمانة بمن أنيط بعاتقهم مهمة القيام بمشاريعنا التنموية الوطنية، فلم يكن البعض عند حسن الظن بهم، فكانت السرقة والرشوة من المال العام، ما انعكس على تعثر وتأخر الكثير من المشاريع مما حدث تكشف هشاشتها في رداءة البنية الأساسية، فكانت كوارث السيول وسقوط المنازل في الأودية والشعب قد أودت بحياة الكثيرين من سكان هذه المخططات التي جرفتها السيول والأمطار، نتيجة خراب الذمم المرتشية وهو ما كان مصدر ثرائها ووبائها، نتيجة خيانة الوطن والمجتمع، والعياذ بالله!! وبتلك الكوارث التي مررنا بها استوجبت الحالة إنشاء «الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد» لمتابعته بدقة وأين تكمن بؤر الفساد لمحاربته بشتى الطرق والوسائل وإظهار ما هو مخبوء وتعريته بالتشهير بممارسيه، كائنا من كان، ف«الهيئة» تتمتع بصلاحيات قوية ومقامة مرجعية كبرى، أليس خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، هو المؤسس لها ومرجعها؟ نعم إن خادم الحرمين، والذي سيوالي جهوده واجتهاداته الخيرة النيرة لما يخدم مصلحة الوطن والمواطن، في محاربة الفساد المالي والإداري، وهذا مما يتضح من إنشاء هذه الهيئة التي نتوقع لها وهو التوقع المؤكد النجاح، وستثبت الأيام مالها من أهمية بالغة الحساسية!! ولتتضافر كل الجهود والاجتهادات الرسمية والوطنية في تقديم المساعدة لها، وتهيئة سبل وصولها لكشف مضار الفساد ومكافحته، ولا بأس من إبلاغها متى توفرت المعلومة الأكيدة، وبمثل ما ذكر لها فيجب أن نذكرها، فإن الذكرى تنفع المؤمنين، فيجب على «الهيئة الوطنية لمحاربة الفساد» أن تقوم بعمل فقرة إعلانية إعلامية بالفضائيات المحلية مبينة مقراتها وعناوينها وهواتفها، كصيغة تكاملية في تهيئة تأدية عملها على أكمل وجه، ولا بأس من إلقاء ندوات توعية عن الفساد المالي والإداري ومدى ضرره وخطورته على الاقتصاد الوطني والمشاريع التنموية. [email protected] للتواصل إرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو زين 737701 تبدأ بالرمز 263 مسافة ثم الرسالة