في الوقت الذي ما زالت تسير فيه بيروقراطية إجراءات الشؤون الصحية في جازان على بطئها المعهود، لفظت السيدة (أم محمد) أنفاسها الأخيرة ب(نصف وجه) على سرير مستشفى الملك فهد، وهي تنتظر وصول العلاج من مستشفى الملك فيصل التخصصي في الرياض. عندما تعذر الحصول على الدواء ambisom{libosomal}inj في مستشفيات جازان، حقنها الأطباء بدواء بديل يوقف عمل الكلى عند تعاطيه بجرعات كبيرة وهو ما تحتاجه المريضة. وما بين قبول قرار نقل المريضة إلى مستشفيات متقدمة أو رفضه، شرع ابنها محمد العبدلي في تجهيز جنازة والدته، وهو يتساءل عن هوية المسؤول وراء تردي صحة والدته، التي دخلت المستشفى تسير على قدميها وخرجت ميتة بنصف وجه وعين واحدة. واستغرب العبدلي حديث العديد من الأطباء حول الخطر الذي كان ينتظر والدته في حالة تأخير العلاج، وتهاون الشؤون الصحية في توفيره، مطالبا المسؤولين في وزارة الصحة بالتحقيق في الخطأ الذي تعرضت له والدته وتسبب في تردي حالتها الصحية حتى ماتت. وكانت «عكاظ» نشرت قصة السيدة أم محمد تحت عنوان (مواطن يتهم مستشفى حكوميا باقتلاع عين والدته).