تجمع مئات الركاب المغادرين عقب انتهاء إجازة الربيع داخل مطار الملك عبدالعزيز الدولي في جدة أمس مثلما اعتادوا سنويا للمغادرة إلى مدنهم، ومع عدم توافر الحجوزات المسبقة لجأ أغلبية الركاب إلى البحث عن واسطة للحاق بالرحلات المجدولة مسبقا أو الرحلات الإضافية التي اضطرت خطوط الطيران إلى فتحها لاستيعاب الأعداد الهائلة من المغادرين، فيما اشتكى بعض الركاب من تأخر رحلات الخطوط السعودية لفترات تجاوزت الساعات الست رغم الحجوزات المسبقة. وفي الوقت الذي كانت البسمة تعلو وجوه عدد من المغادرين ممن أكدوا حجوزاتهم منذ أسابيع وقطعوا كروت صعود الطائرة، كان الوجوم والارتباك يسيطران على باقي الركاب الذين انشغلوا بمكالمات الجوال بحثا عن قريب أو صديق يعمل في الخطوط الجوية، وتنقلوا بين المكاتب داخل أروقة المطار للبحث عن معارف، في حين قبعت أسرهم على كراسي الانتظار يتابعون الركاب وهم يصعدون طائراتهم بحسرة. خالد سليماني (الرياض) والذي التقته «عكاظ» متجولا في المطار بحثا عن حجز على أول رحلة مغادرة إلى العاصمة، قال «قررت قضاء الإجازة الربيعية في جدة بالقرب من أسرتي وحجزت للمغادرة يوم الخميس، ولكن أشقائي طلبوا مني البقاء لمدة 24 ساعة فوافقت على مضض خوفا من الحجوزات، وعندما قدمت للمطار بعد صلاة الجمعة بحثت مطولا ولم أجد حتى الآن (الرابعة عصرا)، وما زلت متأملا في إيجاد مقعد وحيد ولو في آخر رحلة بعد منتصف الليل. ويتفق السليماني بأن عددا كبيرا من الركاب حضروا من دون حجوزات مثله، وأضاف «هذه المشكلة أراها كل عام في آخر أيام الإجازات وهذا العام طبقتها فعليا»، مطالبا الخطوط السعودية بضرورة التنبه لذلك والعمل على توفير رحلات إضافية لاستيعاب هذه الأعداد الهائلة من المنتظرين. من جهته، أوضح المتحدث الإعلامي للهيئة العامة للطيران المدني خالد الخيبري أن الأحوال الجوية لم تؤثر على جدولة الرحلات في مختلف مطارات المملكة. وقال ل «عكاظ» إن مطار الملك عبدالعزيز استنفر موظفيه خلال اليومين الماضيين للعمل على معالجة السلبيات وتنظيم المغادرين. إلى ذلك، أفصح مصدر مطلع في الخطوط السعودية رفض ذكر اسمه عن وجود معاناة سنوية من الركاب الذين يحضرون إلى المطار من دون حجوزات مسبقة. وقال إن تكدس المنتظرين يؤدي إلى حدوث ارتباك داخل المطار، مشيرا إلى وجود المئات ممن سجلوا أسماءهم في اليومين الماضيين ويجري العمل على مغادرتهم بأية طريقة ممكنة.