كتب الأحد الماضي رئيس هيئة الصحافيين «تركي السديري» مقالا بعنوان «فكر بذاته فقط» ، تحدث فيه عن القضية القذف، وهل ستقدم هيئة الصحافيين شكوى ضد «الدكتور الشيخ محمد العريفي» لقذفه الصحافة بعبارات تدان شرعا ؟ فأجاب «السديري» على السؤال بسؤالين: هل يستحق هذا الموضوع أن يكون مفتاح خلافات ثقافية ودينية اجتماعية؟ هل يجوز فتح تبادل هجوم لفظي بين خطباء المساجد وكتاب الصحف مثلما أراد من أساء إلى الصحافة ؟ وجاءت إجابة «السديري» واضحة: لا.. بمعنى أن هيئة الصحافيين لن تلجأ للقانون، لأننا وكما يرى رئيس هيئة الصحافيين في بلد آمن وبلد أخلاقي ونزيه. لست أدري ما دخل هذا بأن لا يلجأ أفراد المجتمع للقانون ليفصل بينهم ؟ بل إن البلد الآمن هو من يحتكم أبناؤه للقانون ليفصل بينهم، لا أن يتركوا الأمور ضبابية وغير واضحة وبالتالي بدل أن يكون هناك قلة يقذفون الناس، يصبحون غالبية، لأن من اتهم في أخلاقه ووطنيته يريد أن ينتقم مما حدث له، والانتقام هو نتاج غضب ممزوج بالألم، لا دخل له بالعدل. إن ما يحتاجه المجتمع هو تعلم «الثقافة الحقوقية» ، وأن يحتكم للقانون دائما، لا أن تترك الأمور ضبابية وغير واضحة، فيأتي إمام آخر أو كاتب مقال يشن هجوما على الآخرين، فيبدأ في تمزيق إنسانيتهم طالما لا أحد سيأخذه للقانون، وهكذا تمضي الأمور إلى ما لا نهاية، شخص يقذف شخصا فيرد عليه انتقاما، فينقسم المجتمع. والسبب أن كل طرف مازال يؤمن بفلسفة طلاب المدارس المراهقين. هذه الفلسفة التي يتذكرها الجميع، إذ كنا في المدرسة نؤمن إيمانا مطلقا بأن من يلجأ لإدارة المدرسة ليشتكي، هو جبان ولا يستحق أن يمشي مع المراهقين الشجعان، والهمجيين الذين يأخذون حقهم بأيديهم، وإن لم يستطع أحدهم لضعفه، حاول تجميع أصدقائه وأقربائه ليقتص ممن أخطأ في حقه، وبعد أن يتم تمزق كتبه وملابسه ووجهه خارج المدرسة، يقال له: «عرفت منهو الرجال يا ...» ، وإمعانا في إذلاله: يتم تهديده أنه سيضرب من جديد إن ذهب لإدارة المدرسة ليشتكي» .. بقي أن أقول: إن بيان رئيس هيئة الصحافيين كان محبطا بالنسبة لي، فقد كنت أتوقع أن تعلن الهيئة عن لجوئها للقانون ليفصل في الأمر، فالقانون وضع ليحمي الجميع، لا أن ترفض الذهاب، فتستمر ثقافة «اللي يشتكي جبان، أو إن ذاك الشخص لا يستحق الالتفات له». S_ [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة