نشرت جريدة عكاظ الخميس الماضي خبرا عن مراهق استخدم بطاقة إلكترونية مخصصة للعب في المدن الترفيهية كبطاقة صرف آلي، ثم دل أصدقاءه على هذه الطريقة، واستطاع المراهقون الأربعة سحب ما يعادل مليوني ريال خلال 24 شهرا. وكان المراهق قد اكتشف أن البطاقة يمكن لها منحه نفس قيمة سحب آخر عملية قام بها أي عميل، دون أن يسحب شيئا من رصيد العميل. بعد أن اكتشف البنك اختفاء هذه المبالغ، رفع للجهات المختصة وحولت للبحث الجنائي في الطائف، واستطاعوا التوصل للمراهقين عبر فرز تسجيلات الفيديو الملتقطة من كاميرات أجهزة الصرف. وبإلقاء القبض عليهم انتهت مهمة الجهات المختصة، لأن مهمتها إلقاء القبض على المجرمين، وليس معرفة ما الأسباب التي أدت بمراهق أن ينحرف، رغم أنه يملك ذكاء كبيرا، وكان يمكن له توظيف هذا الذكاء للإبداع الإيجابي وليس السلبي. وجاء دور الأكاديميات لدينا لمعرفة ما الذي جعل هذا المراهق «المبدع» ينحرف؟ وهل هذه حالة نادرة، فيما بقية المراهقين الأذكياء يستغلون ذكاءهم في الإبداع الإيجابي؟ إن مثل هذا الحدث من المفترض أن يثير التساؤلات لدى الأكاديميات، ويتم متابعة المراهق ومعرفة، ما الذي أدى بشخص لا ينقصه الذكاء أن يوجه هذا الذكاء إلى اتجاهات مضرة به؟ العاملون في هذا المجال يرجعون الأمر لعدة أسباب: المغامرة أحيانا تلعب دورها مع المراهق، أحيانا المراهق يحاول أن ينتقم مما يعتقد أن والديه فعلاه به بنفسه فيرتكب الشرور، أحيانا الاضطهاد في المدرسة أو في حيه يؤدي به إلى أن يكون عدوانيا فيوجه ذكاءه للشر، فهل تبحث الأكاديميات على أي الأسباب التي أدت لهذا المراهق إلى هذا الطريق؟ ما يخيفني أن الجيل القديم وبسبب اضطهاده للجيل الجديد هو من يدفع المراهقين لهذا الاتجاه، فيخسر المجتمع أبنائه الذين سيأخذونه للتطور والتقدم، لأنه وبسبب الاضطهاد أصبحوا يستخدمون ذكاءهم لارتكاب الشرور. أخيرا.. الأوطان تتطور بمبدعيها وهم عادة نسبة لا تصل إلى 5 في المائة، لهذا تتم المحافظة عليهم ودفعهم لاستخدام عقولهم بشكل إيجابي ليخترعوا ويبتكروا طرقا جديدة للتقدم أو لحل المشاكل. فهل تتحرك الأكاديميات لدينا في مثل هذه القضايا لدراستها أم لا دخل لها في مثل هذه الأمور؟ S_ [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة