يقول الخبر المنشور أمس الأول في جريدة عكاظ بالصفحة الأخيرة: «تلقى عامل مطعم في مقصف مدرسة من جنسية عربية علقة ساخنة من معلم مدرسة في محافظة صبيا، إثر استهزاء العامل وسخريته من المعلمين، ووفقا لمصدر في المدرسة أكد أن الإدارة منعت بيع الحلوى الملونة ذات النكهات الصناعية لثبوت أضرارها الصحية على الطلاب، إلا أن عامل المقصف لم يستجب للقرار واستمر في بيع الحلوى رغم تحذيرات معلم في المدرسة وتأكيده على ضرورة الحرص على صحة الطلاب، فما كان من العامل إلا الإصرار والسخرية على حد تعبير المصدر. وإزاء تصرف العامل ما كان من المعلم إلا أن خلع عقاله وضرب العامل الذي فر خارج المدرسة مستنجدا بالمتواجدين خارجها، حيث تمكنوا من تهدئة المعلم وإعادة العامل، بعد تعهده بعدم التلفظ لاحقا، وتعهد المعلم بعدم إيذائه». وتقول أكثر من 90% من الردود على موقع عكاظ: «بيض الله وجهك، يستاهل»، لم يكتب الجميع هذه الجملة، لكن الردود تراوحت بين هذه الجملة ويستاهل العامل. ويقول الكاتب: تخيلوا أن طالبين اختلفا فيما بينهما أو أحدهما أخطأ على الآخر، فذهب الطالب ليستعير عقال المدرس ليضرب الطالب الآخر، هل سيقال له: «بيض الله وجهك» ؟ ثم كيف يمكن لنا إقناع الطلاب بأن يحتكموا للقانون وأن الأمور لا تحل بهذه الطريقة، لأن القوي هو من سينتصر دائما، وليس صاحب الحق؟ إن ما فعله المعلم وإن بدا أنه أمر صغير لأننا تعودنا على رفع العقال، إلا أنه يستحق العقاب أكثر من التبييض، فهو وبهذه الطريقة، يؤسس سلوك الطلاب لحل مشاكلهم فيما بينهم، وسيستمر هذا السلوك بعد أن يتركوا المدرسة، لأن الطلاب في البداية يروجون فيما بينهم فكرة «إن الجبان هو من يذهب ليشتكي»، لأنهم مازلوا لا يعون قيمة أن يلجأ الإنسان للقانون، فتأتي المدرسة لتشرح لهم قيمة وأهميته، وأن اللجوء للقانون يحميك من الآخر ويحمي الآخرين منك. وهذا التعليم يحتاج للتطبيق على أرض الواقع يقوم به المعلم، ليصبح سلوكا بين الطلاب، لكن المعلم قرر أن يعلم الأطفال سلوك العقال وخذ حقك بيدك ولا تصير جبانا، فيما المواطنون يرددون بيض الله وجهك. وهؤلاء الداعون للمعلم، يغضبهم مشاهدة شباب في الطرقات يتصارعون فيما العقل تتطاير، وسيردد الداعون هؤلاء لم يتم تربيتهم، مع أن هذا غير صحيح، فهم تربوا على أن يرفعوا العقال ويضربوا كل من يختلف معهم، ولا يلجأوا للقانون لأن لا أحد علمهم هذا، ولم يشاهدوا إلا معلما يضرب عاملا. تخيلوا أيضا لو كان العامل هو السعودي، هل سيقال للمعلم بيض الله وجهك أيضا، أم أن الحمية السلبية ستتدخل هنا ؟ أقول السلبية، لأن الحمية تتمثل في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم «انصر أخاك ظالما»، أي أمنعه عن الظلم، لا أن تقول له بيض الله وجهك، لأن العامل وإن أخطأ، إلا أن المعلم أخطأ حين لم يلجأ للقانون أخطأ أيضا حين علم الطلاب سلوكا نراه بالطرقات ويغضبنا كثيرا. S_ [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة