اليمن كان الله في عونه مما يعانيه.. حراك جنوبي وحراك شمالي ومظاهرة مليونية حاشدة، وأحزاب أججت الاحتجاج، وقبائل انضمت للشعب، وأشرار «القاعدة» ينتظرون. تلك حالة اليمن اليوم القابلة للانفجار لا قدر الله. فالأطماع الدولية تتمنى تفتيت وحدة اليمن لاستباحة أراضيه وتركه لساحة صراع قبلي، على غرار الصومال. فالحراك الجنوبي معروفة دوافعه، مثلما الحراك الشمالي معروفة توابعه، المدعوم فارسيا، والقاعدة في جحورها تريدها محورا لممارسة أعمالها الإرهابية. والحكومة اليمنية بقيت حائرة وعاجزة عن تهدئة الوضع وتهيئة أجواء للحوار، فالمسألة لم تقتصر على المطالبة الشعبية بالحرية وتحسين المعيشة وتوفير عمل للبطالة، وإن كان هذا حقا مستحقا. ولكن هناك ما خلق تصعيد الأمور من قبل الداعين للتظاهر بتأليب الشارع كلية ضد الحكومة، برفع سقف المطالب بتنحية الرئيس.. في الوقت الذي كان يرفض الرئيس علي عبد الله صالح التنحي بالرحيل ما لم يتم انتقال سلمي بتشكيل «وحدة وطنية» لأجل المحافظة على وحدة الوطن، حتى لا تكون فوضى وتتحول البلد لحرب أهلية، وهو منطق سليم ومأمول.. والشيء الذي استجد ونؤمل نجاحه المسعى الخليجي الوزاري الذي عقد يوم الأحد تاريخ 6/5/1432ه الموافق 10/4/2011م من هذا الأسبوع بالرياض، فقد أوصى بانتقال السلطة في اليمن سلميا، بمعنى تخلي الرئيس علي عبد الله صالح عن الرئاسة لنائبه، ووجه المجلس الوزاري الخليجي الدعوة للحكومة اليمنية والمعارضة لطاولة الحوار في الرياض، لانتقال السلطة سلميا، وذلك لرأب الصدع في اليمن الشقيقة.. وها هي آخر الأخبار المؤكدة تقول: أعلنت اليمن عن ترحيبها بالمبادرة الخليجية لانتقال السلطة سلميا. وأقول إن ذلك لمن المفرح في حل مشكلة انتقال السلطة سلميا في اليمن الشقيق!!. اليمن دولة عريقة ولها كيانها ومكانتها ولها مؤسسات دستورية وشرعية فاعلة بتسيير دفة الحياة بانتظام، ولها علاقات عربية ودولية حسنة التعامل مع الغير.. فكأن لها من اسمها نصيب «اليمن السعيدة»، وهذا ما نتمناه للجارة الشقيقة أن تكون سعيدة ومسعدة وبعيدة عن الاختلافات والصراعات وغيرها بين أبناء الوطن الواحد. وإن كانت اليمن الآن تمر بظروف اجتماعية وسياسية.. فإننا نأمل أن يكون التآزر والأخوة بين الجميع هو العماد والمعتمد بالألفة والمحبة في تغليب مصلحة الوطن على المصالح والمكاسب الشخصية، التي لن تعود على الوطن اليمني ومجتمعه إلا بالتفرقة والشتات، وهذا ما لم نتمنه لليمن الشقيقة العربية. لذلك قلت، اليمن والخوف عليه. الخوف من وضعه الراهن المخيف الذي يبعث على القلق لما يحدث فيه، فلا نملك إلا الدعاء له في استتباب الأمور فيه بعد انتقال السلطة سلميا، وجمع شمل كلمتهم ووحدة وطنهم!. للتواصل إرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو زين 737701 تبدأ بالرمز 263 مسافة ثم الرسالة