يبعث المشهد اليمني الراهن على التفاؤل بإمكانية انفراج أزمته وانقشاع الغيوم التي ظلت تتلبد في سمائه خلال المائة يوم الماضية، ولعل أهم مؤشرات هذا الأمل عدم انجرار الشعب اليمني وراء شعارات الفتنة والتمسك بمبدأ سلمية الثورة بما يعكس درجة عالية من الوعي السياسي، الذي يعكس حرص هذا الشعب على وحدته الوطنية، ووحدة ترابه والحفاظ على أمنه واستقراره، وعدم إعطاء أي فرصة للقوى الخارجية والتنظيمات الإرهابية لاختراق خطوط دفاعاته الوطنية واختراق سلمه الأهلي وزرع الفتنة بين أطيافه. صحيح إن الأحداث الدامية التي شهدها هذا البلد العربي الشقيق مؤخرًا وتمثلت في تعرض المسجد الذي كان يصلي فيه الرئيس وكبار المسؤولين اليمنيين لتفجير مباغت جعلت الأمة بأسرها تضع أيديها على قلوبها خشية الوقوع في فخاخ الحرب الأهلية، لا سيما في ظل عمليات الشحن التي تقوم بها عناصر غير مسؤولة، إلاّ أن اتضاح الرؤية بأن ذلك الهجوم ليس للشعب اليمني أي دخل فيه، أعاد الأمل بانفراج الأزمة لا سيما في ظل حالة الهدوء النسبي التي تسود اليمن الآن بما يبشر بإمكانية خروج اليمن من النفق المظلم والوصول إلى بر الأمان، خاصة بعد تجديد الرياض أمس الأول دعوتها كافة الأطراف اليمنية إلى سرعة التوقيع على المبادرة الخليجية لانتقال السلطة سلميًّا، وذلك بالتزامن مع دعوة واشنطن، والعديد من الخبراء والمراقبين العرب والدوليين إلى انتهاز الوضع الراهن في اليمن، وتنفيذ عملية تحوّل سلمي سياسي ومنظم، مع الوضع في الاعتبارأن المبادرة الخليجية وحدها هي الحل الأمثل الذي يضمن لليمن اجتياز محنته، والعودة إلى ممارسة دوره الإقليمي والدولي، والتعاون مع الأشقاء العرب في صياغة مستقبله على أسس جديدة تحقق للشعب اليمني آماله الوطنية. تجديد المملكة في بيانها الصادرعقب جلسة مجلس الوزراء استمرارها مع الأشقاء في مجلس التعاون الخليجي العمل لمساعدة اليمنيين للتوصل إلى حل سلمي يشكل أحد بواعث التفاؤل بإتمام التوقيع على المبادرة الخليجية في غضون الأيام القليلة المقبلة، فيما يمهد لإسدال الستار على هذه الأزمة التي يأمل الجميع أن تكون آخر أزمات اليمن، وأن تفتح صفحة جديدة ليمن جديد أكثر قدرة على صياغة المستقبل الذي يليق بشعبه.