دعا مواطنون في أحياء جنوبي جدة الجهات المعنية إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لحمايتهم من الأخطار الأمنية والبيئية، الناجمة عن عمالة أجنبية مخالفة لنظام الإقامة عملت على تجميع النفايات والمخلفات في مواقع فضاء تتوسط أحياء السنابل، الطحلاوي، الأجواد، إسكان الأمير فواز، الأمير عبدالمجيد النموذجي، منطقة معارض جنوبي جدة. وأوضح ل «عكاظ» عدد من أهالي الأحياء، أن مجموعات كبيرة من العمالة الأفريقية المخالفة لنظام الإقامة اتخذت مواقع لها بين الجبال والمناطق الوعرة وعملت على تجميع النفايات بكميات كبيرة تمهيدا لفرزها ونقلها إلى مصانع للتدوير لبيعها على متخصصين في صناعة وإعادة تدوير النفايات والمخلفات. وأكدوا أن الجهات الأمنية لا تعلم عن تواجد هؤلاء العمالة المخالفة، التي تعمل على تلوث المنطقة وإلحاق الضرر بالسكان صحيا وبيئيا وأمنيا، وباتوا يشكلون خطرا أمنيا على المدينة بشكل عام، لاسيما أن معظم مايتم جلبه عن طريق المركبات إلى تلك المواقع يعتبر مجهول المصدر، ولايعرف من أين يتم إحضار تلك المخلفات. واسترجع الأهالي المخاطر الكبيرة التي نجمت عن مرمى النفايات القديم لمدينة جدة والذي تمت إزالته قبل سنتين، والأخطار التي نجمت عنه في تلك الفترة والأعمال غير النظامية التي كان يمارسها العمالة المخالفة، مشيرين إلى أن تلك المنطقة باتت مشابهة تماما لمرمى النفايات القديم، وذلك ما يتطلب تحركا سريعا من الأمانة لمنع تلك التجاوزات الخطرة على حد قولهم. ورصدت «عكاظ» في جولة لها أمس على تلك المواقع، التي باتت كمرمى جديد للنفايات، في غياب تام للأجهزة المعنية، التي يبدو أنها لاتعلم شيئا عن ما يجري هناك، لاسيما أن الكثير من العمالة المخالفة عملت على إنشاء منازل لهم من الخشب يأوون إليها بعد انتهاء أعمالهم في جمع وفرز النفايات، واستوطن الكثيرون منهم بعائلاتهم لمساعدتهم في تلك الأعمال وتحضير الطعام لهم. وتحدث ل «عكاظ» عدد من تلك العمالة، مشيرين إلى أنهم يعملون في جمع النفايات منذ سنوات عديدة ولم تمنعهم أية جهة سواء أمنية أو خدمية من تلك الأعمال، وقالوا إنهم لم يشاهدوا أية جهة حكومية حضرت إلى المكان لمنعهم أو القبض عليهم، ولفتوا إلى أنهم اتخذوا هذه المواقع مكانا لممارسة نشاطاتهم كونها منطقة جبلية وعرة وآمنة ولا يمكن الوصول إليها إلا بطرق صعبة جدا، كونهم عملوا على إغلاق الطرق الترابية المؤدية إلى مواقعهم لمنع وصول أية مركبة، ويعملون على إزاحة تلك الأحجار في حالة كان هناك شخص معروف لديهم يريد الوصول إلى مواقعهم لإحضار إما كميات جديدة من النفايات والمخلفات وما شابها، أو يريد إيصال متطلباتهم من الماء والغذاء والاحتياجات الأخرى. ورصدت جولة «عكاظ» على المنطقة، وجود خمسة مواقع متفرقة، يضم كل موقع ما يقارب من عشرين شخصا، يمارسون أنشطتهم بالشكل المعتاد دون خوف أو وجل من أية جهة حكومية قد تباغتهم في أية لحظة، ويعملون على فرز النفابات والمخلفات وما يجلبه لهم أعوانهم من أجهزة كهربائية وإلكترونية وأدوات تستخدم في النجارة والبناء، وقطع غيار مستعملة للمركبات وغيرها من الأدوات والآليات والمعدات الخفيفة. ويشير عدد من هؤلاء المخالفين إلى أن ما يتم جلبه إليهم عن طريق معاونين لهم، يفرز ويوزع بشكل منظمة وينقل بعد ذلك بواسطة سيارات النقل إلى أشخاص يشترون منهم تلك المخلفات المعاد فرزها، حيث يعمل الأشخاص الذين يشترون تلك المواد على إعادة تصنيعها من جديد أو بيعها مرة أخرى إذا كانت صالحة في حراج الصواريخ جنوبي المحافظة. وأشاروا إلى أن العائد المادي لهذه الممارسات جيد، إلا أنهم يواجهون صعوبة بالغة في إيصال تلك المخلفات إلى مواقعهم، كون المنطقة وعرة وتحتاج إلى سيارات متخصصة لدخولها.. واستطلعت «عكاظ» رأي عدد من أهالي الأحياء المجاورة لتجمعات العمالة المخالفة، وأكودا أنهم عانوا كثيرا من تواجدهم بينهم دون أن تعمل الجهات المعنية على اتخاذ إجراءات كفيلة بمنع تجاوزاتهم الأمنية والبيئية والصحية، وطلبوا من الجهات ذات العلاقة العمل سريعا للقبض على هؤلاء المخالفون ومنعهم من ممارسة أعمالهم المشينة التي ستنعكس سلبيا على راحة وصحة أهالي الأحياء المجاورة. وسألت «عكاظ» مصادر في أمانة جدة، لكنها أشارت إلى أن الأمانة لا تعلم عن ذلك شيئا، وطلبوا عرض الموضوع على المسؤولين، إلا أن الاتصالات بعدد منهم لم تفلح.