أوضح عضو هيئة كبار العلماء عضو اللجنة الدائمة للإفتاء الشيخ عبدالله بن محمد بن خنين أن تحديد الحظوظ والمستقبل بالاستدلال بالأبراج أمر منكر ولا يجوز. وقال ل«عكاظ»: يجب على المرء المسلم ألا يمتهن هذه الأمور ولا يجوز له أن يدخل فيها، ونقول لمن يقعون في هذه الأمور أو يعملون في التنجيم أو الإخبار بأنه في البرج الفلاني سيكون كذا، هذا عمل منكر ولا يجوز، وعليهم تقوى الله وترك هذه الأمور فإن علم الخير والشر من علوم الغيب التي علمها عند الله عز وجل ولا يطلع عليها إلا هو سبحانه تعالى، كما أن المنجم لا يطلع على هذه الأمور. وأضاف «كذلك من يسعى إليه، لا يجوز له أن يسعى إلى هذا المنجم والكاهن والعراف فيسأله عما سوف يقع له في مستقبل أمره؛ لأن هذا لا شك أنه أمر محرم ولا يجوز للمسلم فعله». وبين ابن خنين أن «ما يصدر عن المنجمين تخمين، وربما أعطاه من هذه التخمينات الشيء الكثير الذي يضر به في دينه وحياته المعيشية، ويخبره بأموره فيقول ربما يقع لك كذا، فيجعله يعيش في نكد وتكدر في معيشته، فالضار والنافع وعلم الضر والنفع هو عند الله عز وجل وهذا إنما هو كذاب ومفتر». وزاد «ربما أعطاه بعض التفاؤلات والفأل مطلوب على كل حال دائما في حياة الإنسان، وربما قال له سيحصل لك كذا من الخير وعين له أشياء ومسالك، وجلس يترقبها على حسرة لم تحصل له، وإلا فإن الفأل مطلوب ومشروع، فنقول إنه لا يجوز للمنجم فعل التنجيم ولا يجوز للمسلم أن يسعى إلى منجم ليسأله عن كذا وكذا». وذكر عضو هيئة كبار العلماء أن التنجيم منسوب إلى النجوم التي خلقها الله عز وجل لأهداف وأغراض أصبحت معروفة في شريعة الله، قال تعالى (ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح وجعلناها رجوما للشياطين)، وقوله (وعلامات وبالنجم هم يهتدون)، مضيفا «إذن الله تعالى حدد مهمات هذه النجوم بأنها مصابيح ورجوم للشياطين الذين يسترقون السمع، وأيضا جعلت علامات لمن يريدون أن يستدلوا بها في السفر ومعرفة الاتجاهات». وبين الفروقات بين علم الفلك والتنجيم، مشيرا إلى أن علم الفلك لا يدخل في التنجيم؛ لأنه «ما يعلم به منازل القمر وسير الأفلاك والجهات ونحو ذلك مما يدرك بالعلم والخبرة»، موضحا أن ذلك جائز؛ لأنه من علم التسيير لا علم التأثير، مشيرا إلى أن «المنهي عنه في التنجيم علم التأثير بأن هذه الأشياء لها تأثير في الخير والشر ويخبر بأنه من ولد في كذا وكذا سيكون له كذا وكذا من الخير والشر فهذا هو المنهي عنه». وأضاف «أما تعلم علم الفلك فذلك مما يدرك بالخبرة وهذا شيء وذلك شيء آخر، وإنما حصل التنبيه حتى لا يقع الخلط بينهما».