مثل رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني أمس للمرة الثانية أمام محكمة ميلانو في قضية فساد مالي، وقال إنه لن تتم إدانته «حتى في الحلم». وذكرت وكالة «آكي» الإيطالية للأنباء أن برلسكوني مثل للمرة الثانية أمام المحكمة التي تنظر في قضية يتهم فيها ب «الاحتيال الضريبي». يشار إلى أن برلسكوني مثل في القضية نفسها للمرة الأولى أواخر الشهر الماضي بعد ثماني سنوات تمتع فيها بالحصانة القضائية، قبل الحكم بعدم دستورية قانون «المانع الشرعي» الذي كان يتيح له بحكم وظيفته عدم المثول أمام القضاء. وشهد قصر العدل بميلانو إجراءات أمنية مشددة وتواجدا كثيفا لقوات الأمن أمام وحول أسوار المبنى، بينما كان في انتظار برلسكوني العشرات من مؤيديه الذين استقبلوه بالتصفيق. وقال برلسكوني للصحافيين قبل الدخول إلى المحكمة إن «الاتهامات ضدي ملفقة بالكامل»، وقال ردا على سؤال حول موقفه في حال تمت إدانته، مستنكرا «إدانتي؟ ولا حتى في الحلم». وعندما سئل عما إذا كان ينوي الشهادة في المحكمة أجاب «أنا لا أعرف حتى الآن إن كنت سأتحدث.. هذا شيء يقرره المحامون». وقال رئيس الوزراء الإيطالي ممازحا «نظرا لمهامي القليلة في الحكومة، أنا هنا الآن للبحث على عمل أؤديه»، وأضاف مهاجما القضاة «ثمة جهاز قضائي يعمل ضد هذا البلد، هذا تشويه غير مقبول ليس لي فقط، بل للبلد أيضا، فأنا رجل غني أساسا». وتابع «هذا وضع مستحيل، لا بد من إصلاح العدالة إصلاحا حقيقيا ينطوي على تغيير حقيقي»، ولفت إلى أنه حضر «2566 جلسة استماع، وهو ما لم يحدث لأحد غيري في العالم ناهيك عن تكلفة المحامين». يذكر أن القضية تتمحور حول امتلاك مجموعة «ميدياست» الإعلامية حقوق البث التلفزيوني، وهي أكبر شركة خاصة للبث التلفزيوني في إيطاليا وأهم شركات برلسكوني. ويواجه برلسكوني ومسؤولون تنفيذيون آخرون في «ميدياست» من بينهم ابنه اتهامات بتضخيم السعر المدفوع لشراء حقوق البث التلفزيوني من خلال شركات خارجية يسيطر عليها برلسكوني الأب وخصم جزء من المبالغ المعلنة لإنشاء صناديق مالية غير قانونية. ويحاكم برلسكوني أيضا بتهمة إقامة علاقة مشبوهة مع فتاة قاصر وهي القضية المعروفة إعلاميا ب «روبي غيت»، بالإضافة إلى سوء استغلال السلطة.