في رده على سؤالي الذي سألته إياه في ملتقى «عكاظ» يوم السبت 16/3/1432ه عن تدوير المناصب داخل إدارات التربية والتعليم في ظل وجود كفاءات شابة ومؤهلة، يقول مدير عام التربية والتعليم في جدة عبد الله بن أحمد الثقفي «وزارة التربية والتعليم وإداراتها خير من يكون مثالا لكل الأجهزة الحكومية في عملية التدوير والاستفادة من الدماء الشابة، كون العمل التربوي عملا متجددا ولا يقبل الاعتماد على أشخاص معينين».. هذا الرد المسؤول من رجل مسؤول يختصر لنا توجه الوزارة المستقبلي نحو ثقافة لم نعهدها «ثقافة التدوير»، فعدم الالتفات لهذه الثقافة وتمثلها في العمل التربوي وإهمالها جعل العمل داخل الوزارة أو إدارات التربية والتعليم يصاب بالترهل الوظيفي، فجهود الوزارة متميزة في الاعتناء والاهتمام والصرف على المخرج التعليمي «الطالب/ ة»، ولكن ذلك لا يسير بشكل متوازٍ مع منظومة موظفيها وموظفاتها، فحتى مع التغييرات التي نلمسها في القيادات العليا داخل الوزارة، إلا أن من يقود الوضع الميداني هو تلك الأفكار والوجوه التي مر من تحت يديها ثلاثة أو أربعة أجيال، وهنا يقفز السؤال الأهم: لماذا؟ فإذا سلمنا أن الخبرة، وهي الشماعة الوحيدة التي يعلقون عليها تشبثهم وتشبثهن الشديد بالكرسي، فها نحن أمام منهاج ومشروع «تطوير» جديد كل الجدة عن تلك الأفكار التقليدية، فهل ستقفز الخبرة فقط كرهان على البقاء؟ وقد وعد الثقفي عن حملة التغييرات في رمضان المقبل داخل إدارته، يقول عن ذلك «الميدان التربوي يقدر الكفاءات المؤهلة والمدربة، والتدوير لم يكن لمديري المدارس فقط، بل يشمل القيادات في مكاتب التربية والتعليم، وفي غرة رمضان المقبل سنعمل على تدوير شامل داخل الإدارات في جدة»، لم نسمع صوتا داخل الإدارات التعليمية الممتدة على مساحة الوطن غير صوت «الثقفي»، مع أن هناك توجها لذلك في عملية «الدمج» الحديثة، والتي تسير على قدم وساق، فهل ستظل جدة تحتفظ بلقبها الأثير «جدة غير» لتبقى بقية الإدارات التعليمية تجتر تلك الوجوه والأفكار مرة بعد أخرى!! التدوير للمناصب لا يعني الجحود لتلك الجهود التي أعطت وأثرت العمل التربوي، ولكن العمل التربوي ميدان مرن متحرك، والعمل فيه يحتاج إلى كثير من الجهد والصبر، فلا نتوقع من مدير أو مديرة على كرسي الإدارة لمدة 20 سنة أن يعطوا بنفس الحماس في أول أربع أو حتى ثماني سنوات من توليهم الإدارة، وهذا المثال ينسحب على كل العاملين والعاملات في قيادة العمل التربوي داخل إدارات التربية والتعليم. قبل أسبوعين، سرت شائعة داخل أروقة المدارس والإدارات التعليمية من أن هناك توجها بأن يكون التقاعد الكامل بعد خمس وعشرين سنة للمعلمة فقط، بمرتب كامل، ولمست مدى فرحة العاملات من مدرسات أو قيادات بهذا الخبر، ولكنه تبخر، وكان شائعة فعلا!! دعونا نتعامل بعقلانية أكبر تجاه عمل المرأة، فهناك أنظمة عالمية تخص المرأة بقوانينها في العمل، فلماذا تتساوى المرأة في السن التقاعدي بينها وبين الرجل، ونحن نعلم القدرة الجسدية المختلفة لكل منهما، والتي تنسحب على العطاء في مجال يحتاج إلى جهد جسدي وعقلي معين، بالإضافة إلى فسح المجال أمام هذا الكم الهائل من الشابات حديثات التخرج للعمل والعطاء، في ظل محدودية العمل النسائي لدينا، فهل أتجاهل خريجة في عمر العشرين بها من العطاء والرغبة في العمل الشيء الكثير، انصياعا لقوانين وزارة الخدمة المدنية، والتي لم تتغير منذ عشرات السنين، هنا تأتي جهود وزارة التربية والتعليم وقياداتها الواعية لحل هذه المعضلة، فهل من مجيب؟! [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 269 مسافة ثم الرسالة