يحتل بعض الكتاب موقعا بارزا في الصحيفة التي يكتبون فيها، ويعجب البعض بما يكتبونه، ويتفاعلون مع أفكارهم وملاحظاتهم، قبل معرفة الحقيقة، ودون تبادل الآراء والأفكار معهم مباشرة أوحتى من خلال وسائل الاتصالات، لنكتشف أخيرا بأنهم ليسوا هم الكتاب أنفسهم الذين نلتقي معهم عبر الصحيفة التي يظهرون فيها، بل واجهة لكتاب آخرين (في الخفاء) يكتبون لهم، وليس للكتاب الظاهرين في الصحيفة سوى الاسم فقط، وعندما يسقطون بأيدينا نصاب بخيبة الأمل، ونأسف على الوقت الذي أضعناه معهم. مثل هؤلاء الكتاب قد يستمرون إلى حين، وقد يسعدون بوجود أسمائهم وصورهم في الصحيفة التي يكتبون فيها، ويحضرون المجالس والندوات متبخترين بزيفهم لكي يشبعوا غرورهم ونواقصهم عند من لايعرف الحقيقة .. لكن هل هم في الواقع راضون عن أنفسهم؟! إنه سؤال برسم الأخلاق وضمير المهنة. الأمر الذي قد لا يعرفه أدعياء الكتابة، بأن لكل كاتب بصمة خاصة به يعرف بها من خلال أسلوبه وتفكيره، ولايستطيع أن يشاركه فيها أحد من الناس حتى لو حاولوا، فهي مثل بصمة اليد أو العين لا تتساوى بين البشر .. وماذا سيفعل مدعو الكتابة إذا ما اختلفوا مع الكتاب الحقيقيين وقرروا تركهم .. هل سيظلون يكتبون بنفس الأسلوب ونفس الروحية؟! الجواب قطعا لا. قد لايهتم أدعياء الكتابة وهم يعيشون نشوة الأضواء المصطنعة ونفش الريش الزائف بهذه الآراء التصويبية، وقد يستمرون في هذا الزيف، ويجدون من يقرأ ما يكتب لهم، لكنهم لا يعلمون بأن مشوار الزيف قصير ومحفوف بالقلق، وسيفقدون في النهاية الهالة التي أحاطوا بها أنفسهم. فإذا كان قد تم اكتشاف بعض أدعياء الكتابة بالصدفة، فليس معنى ذلك أنهم الوحيدون الذين يمارسون الزيف والادعاء، فهناك أدعياء الشعر والأدب والسياسة وخلافه، ورغم ذلك هم مستمرون في هذا الادعاء .. إنهم يخدعون أنفسهم والآخرين وستظل الحقيقة تخيفهم وسوف تداهم البناء الكرتوني الذي بنوه لأنفسهم ولازالوا يسكنونه في غفلة من الزمن. ما أجمل أن يبدو الإنسان أمام نفسه والآخرين كما هو بمواهبه الحقيقية، كما وهبها الله له ويتعامل معها بصدق وإيجابية، وسوف يبدع فيها لا محالة إذا ما عرف كيف يستثمرها وينميها ويطورها، فلماذا لايختار الوسيلة الأفضل والأسلم والأشرف، ويظل محترما في قرارة نفسه وبين الناس؟! .. وبالله التوفيق. [email protected] للتواصل ارسل رسالة نصية sms الى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 266 مسافة ثم الرسالة