نظمت دار الرمك للنشر أمسية جمعت عددا من الكتاب والشعراء لتوقيع كتبهم ودواوينهم الحديثة في جدة بشكل يختلف عن نمطية توقيع الإصدار الواحد في مقهى ثقافي أو دار نشر أو مكتبة. التظاهرة الثقافية الجديدة شهدت توقيع الأديب الشاعر إبراهيم الجريفاني لديوانه الأخير «ورد الحب» الذي أطلقه من معرض الكتاب في بيروت في ديسمبر الماضي، كما ضمت كتيبة الموقعات والموقعين عددا من الكتاب المميزين، ومنهم: البتول الدباغ، بسمة السيوفي، إلهام محمد حسن بكر التي وقعت ديوانها «وداعا قلبي»، وإلهام حاصلة على دبلومات من سويسرا بعد أن تخرجت من قسم إدارة وأقتصاد من جامعة الملك عبد العزيز وعادت إلى الكتابة بعد إنقطاع في 2003 في العديد من المدونات ومن خلال موقعها الشخصي، وأقامت مع بعض الشعراء السعوديين والعرب أمسيات شعرية مختلفة، كان منها أمسيتها في معرض الكتاب في بيروت بحضور جمع من الأدباء العرب والهيئة الدبلوماسية السعودية هناك، الكاتبة الإريتيرية حنان صالح، ظافر الحجري، إبراهيم الجريفاني، يوسف الحوت، والشاعر والكاتب مسفر الدوسري الذي وقع ديوانه «ماتخيلني بدونك» وكتابه «مالم أقله شعرا» والذي كانت من موضوعاته «الحب خارج البرواز، غير قابل للكسر، فرح موحش، لا تجف الكلمات، وما أغبى الرجوع إليه». ويعد مسفر الدوسري من أبرز الشعراء على صعيد القصيدة الشعبية، وله الكثير من المساهمات الثقافية أبرزها مساهمته في تأسيس مجلة المختلف مع ناصر السبيعي وإدارة تحريرها خلال عامها الأول، كما ساهم في تأسيس مجلة فواصل إلى جانب صاحبها الشاعر الراحل طلال الرشيد، فضلا عن مساهمته في العديد من الإصدارات ومنها مجلة مشاعر. الدوسري كتب الكثير من الأعمدة الأدبية والصحافية بشكل عام في الصحف المحلية والخليجية، وشارك في الكثير من لجان التحكيم في المسابقات الشعرية كعضو فاعل، كما أعد وقدم برنامجا أسبوعيا في إذاعة صوت الخليج في الدوحة، وصدر له «صحاري الشوق» و«لعيونك أقول»، «خليج الخزامى»، وغيرها. الأمسية أقيمت تحت رعاية الإصدار السعودي الجديد «مجلة تالة»، وتعتبر تلك الأمسية الجماعية خطوة استثنائية في هذا المجال، وأشبه بعرس ثقافي حضره كثير من المثقفين غير المشاركين في التوقيعات ومنهم إدريس الناصر، وزياد البسام وغيرهما. البتول الدباغ كانت في توقيعها لأحدث إصداراتها «نبض الحياة» عروس الأمسية، حيث باعت ووقعت في الأمسية 130 نسخة من ديوانها، بينما بلغت أرقام بيع أقل المشاركين الآخرين من المبدعين 60 نسخة، الأمر الذي يجعلنا نقول إنها نسبة بيع مشجعة إثر أمسية لم تستغرق أربع ساعات، والبتول محمد طاهر مسعود الدباغ من مواليد مكةالمكرمة، ماجستير تربية «مناهج طرق تدريس» من جامعة ميتشجان امتياز 1979، وهي مديرة الإشراف التربوي في الإدارة العامة للتعليم والتدريب المهني في وزارة التربية والتعليم حتى العام 1426، كما أنها مساعدة رئيسة الهيئة الاستشارية النسائية في الرئاسة العامة لتعليم البنات. ووقعت حنان محمد صالح إبراهيم موسى كتابها «المرأة إنسان من الدرجة الثانية»، وحنان 29 عاما تدرس اللغة الإنجليزية وآدابها في الجامعة العربية المفتوحة ولها أنشطتها المجتمعية التطوعية في جدة ولها مدونات إلكترونية. أما الشاعر ظافر بن عبدالرحمن الحجري فوقع ديوانه «حجر وماء»، والشهري من مواليد تبوك 1390/1970 بكالوريوس رياضيات ويحضر للماجسيتر برسالة عن الشاعر المتصوف ابن الفارض. مقالات بسمة عدنان السيوفي التي جمعتها في إصدارها «a4» كانت حاضرة في كتاب جديد للكاتبة وقعته في الأمسية، وبسمة كاتبة وأديبة وشاعرة مهتمة بالشأن الاجتماعي وتعمل مسؤولة معاهد ومراكز اللغات في إدارة التعليم الأهلي والدولي التابعة لإدارة التربية والتعليم للبنات في جدة، وتحمل الماجستير في الإدارة التربوية والتخطيط من جامعة أم القرى في مكةالمكرمة، وبكالوريوس «اللغات الأوروبية». كما كان من شخصيات الأمسية الشاعر يوسف الحوت الذي وقع ديوانه «لست كالعادة»، الذي قدم له ب «لست كالعادة .. أفقت هذا الصباح بجسد منهك .. ورأس ما زال ملقى على الوسادة فكرت أن أحضر قهوتي .. فأفرغت في نصف الكوب سكرا شربتها .. رغم حيرتي لماذا طعمها سادة ..» ويوسف أحمد الحوت من مواليد الظهران 1979 التحق بأرامكو عام 2000 ويعمل في مجال حفر آبار النفط. وقالت الشاعرة إلهام محمد حسن في مقدمة ديوانها «وداعا قلبي» الذي وقعت عليه في الأمسية: «قضية أجدها متناثرة .. مبعثرة لم أجد سوى كتابتها لتقرأها يوما أو تضعها في أدرج الاحتياط حين تعود بك الذكرى لغرام الليالي أما أنا فقد سرقتني عقارب الزمن وتبقى أنت .. كما أنت وكأن عمرك لا يشيخ أضأت مرة نور حب ثم انتهى». وعن المناسبة وهذه الأمسية التي شهدت توقيع العديد من الإصدارات قال ل «عكاظ» منظم الأمسية الشاعر الناشر إبراهيم الجريفاني «اعتبرها جوا ثقافيا يحاول إدراج طبيعة تعامل الإبداع والمبدعين مع المتلقي في المملكة وإشاعة جو الأدب والثقافة في هذه النقطة بالذات، وما زال الاهتمام بتوقيع الإصدارات دون المستوى المطلوب، واتطلع شخصيا إلى أن تشهد المدن الأخرى ذات النشاط وتحديدا الجنوبية والشرقية من بلادنا المترامية الأطراف، وفي هذا النشاط حرصت على مد جسور من الود بين المؤلف والمتلقي وإبراز ظاهرة التوقيع في المجتمع لتنشيط حال عودة الكتاب إلى الأسرة، وكان في هذا تكريم للأدباء الذين عرفوا إلى أي مدى هم محبوبون في أوطانهم على عكس ما كان يعتقد كثيرون وكان من الممكن أن يكون معنا في هذه الأمسية هالة القحطاني لولا مرافقتها لوالدها المعتل قلبه في المستشفى، وحسنة القرني التي تغيبت لظروف عائلية».